إن للعادة السرية أو الاستمناء أضرار عديدة قد ذكرها الطب القديم والحديث، وهو يؤثر في نمو الجسم، وأكد العلم أيضا أنها تسبب كآبة شديدة عند الانتهاء منها وأنتم تقولون بأنها تزيل التوتر، كيف تلعبون على عقو

2015-05-15

 

 
انطلاقا من المبدأ الأول والأهم في عمل جمعيتنا، ألا وهو مبدأ احترام العقول، فسنرد على سؤالك بالإجابة التالية : 
 
لقد كان العالم :ألفرد كينسي" أول من فحص بجدية موضوع الاستمتاع الجنسي الذاتي وكرس له جزءا كاملا من كتابه الشهير "السلوك الجنسي لدى الذكور" والذي صدر عام 1948.  لقد وجد كينسي بأن الغالبية الساحقة من الذكور (ولاحقا في بحثه على النساء أيضا) يمارسون الاستمتاع الجنسي الذاتي بوتيرة أعلى خلال فترة المراهقة ويستمرون أيضا خلال المراحل العمرية اللاحقة بوتيرة أقل. جميع الأدبيات العلمية والأبحاث الطبية التي جاءت بعده وعلى مدار سبعة عقود، أكدت على على أن ممارسة الاستمتاع الجنسي الذاتي هي سلوك جنساني طبيعي ومهم كأساس لبناء علاقة جنسية حميمية مع شريكة المستقبل.  ليس هذا فحسب، ففي العديد من الحالات التي تتطلب العلاج الجنسي لأحد الزوجين، (بعض صعوبات الانتصاب، القذف المبكر، البرود الجنسي، التوتر...)، يبدأ العلاج بأن تقوم الشريكة أو الشريك بالتعرف على المناطق الحساسة من جسدهم وممارسة الاستمتاع الذاتي ومن ثم ممارسة العلاقة الجنسية مع الشريكة. 
 
خلال الفترة "الفكتوريانية" التي عاشتها المجتمعات الغربية خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كان هناك تحريم ومنع لكل أشكال التعبيرات والسلوكيات الجنسانية، وقد تأثر أطباء تلك الفترة بالفكر المحافظ وانعكس ذلك في كتاباتهم وأبحاثهم التي اعتمدت على منطق العقيدة وليس البحث العلمي بمعاييره الدقيقة كما نعرفها بالوقت الحاضر. وبالتالي كل ما هو متوفر من أدبيات تشير إلى "الضرر" الذي قد ينجم من ممارسة الاستمتاع الذاتي، يعود إلى ما قبل سبعين عاما وهو بالتالي غير موثوق به. 
بالتالي فإن مقولتك، كما جاءت برسالتك إلينا، إن " للعادة السرية أو الاستمناء أضرار عديدة قد ذكرها الطب القديم والحديث، وهو يؤثر في نمو الجسم، وأكد العلم أيضا أنها تسبب كآبة شديدة عند الانتهاء منها" هي مقولة غير دقيقة لا وجود لأي إثبات علمي يدعمها، ولو كانت صحيحة لكانت غالبية البشر تعاني من إعاقات في النمو وكآبة شديدة.
 
أما على صعيد وجهة نظر الدين الإسلامي، فقد اختلف الفقهاء على تصنيفها ضمن الحلال والحرام، إذ شرعها البعض بالمطلق بينما اشترطها البعض الآخر كبديل للزنى، وآخرون اعتبروها حرام بالمطلق. 
وهنا لا بد من التأكيد على أننا، وعلى الرغم من اعتمادنا على المرجعية العلمية في عملنا، إلا أننا نؤمن وبقوة بحق كل شخص التقيد والسير حسب معتقداته ومنطلقاته القيمية والأيدولوجية، حتى لو كانت متناقضة مع المبدأ العلمي الذي يقودنا.
نأمل أن نكون قد أجبنا على تساؤلاتك.
اليك ماده مطولة تعالج هذا الموضوع :