ابنى عمره ست سنوات ونصف ويلعب بملابسى الداخليه لاحظتها عليه بالصدفه واحيانا يحاول ارتدائها ماذا افعل معه وذلك عندما يجلس بمفرده وتكلمت معه كثيرا ومع تكرار الموضوع قومت بضربه

2015-07-29
من الواضح من السؤال بأن هذا الموضوع يقلقك ويسبب لك عدم الراحة والانزعاج، لدرجة الغضب، بدليل أنك قمت بضربه بعد "فشل" المحادثات المتكررة معه. كنا نتمنى لو أنك أسهبت أكثر لتفسري لنا ما الذي يقلقك بالضبط وما الذي يخيفك بتصرف ابنك. سنحاول أن نشرح سلوك طفلك معتمدين على أسئلة سابقة جاءت من بعض الأهالي بهذا الصدد. ينهمك الأطفال بالعادة بمراقبة الاختلافات بين الجنسين، وليس فقط المبنى الجسمي والأعضاء الجنسية، بل أيضا إلى السلوك والدور الاجتماعي، ويشمل ذلك اللباس وطريقة الجلوس والكلام والتصرف ......الخ من الاختلافات. كثيرا ما يكون عالم "الجنس الآخر" شيقا بالنسبة للطفل. فقد نجد طفلة تحمل فرشاة الحلاقة الخاصة بوالدها، أو أن تضع كرة قماش بين رجليها ليصبح لديها "قضيب" وتختبر بذلك فكرة أن لديها عضوا ذكريا، بالإضافة إلى أشكال أخرى من أنماط السلوك التي تنطوي على حب استطلاع والاهتمام بالجنس الآخر، قد تصل إلى درجة تعريف الأطفال لأنفسهم على أنهم الجنس الآخر. ذات الشيء يحدث لدى الأطفال الذكور، حيث يكون عالم "الإناث" بالنسبة إليهم عالما مثيرا، فأدوات الزينة والإكسسوارات المزركشة والملابس الداخلية للنساء مختلفة عما للرجال، وهي مثيرة بألوانها وتصميمها ونعومة القماش المصنوع منها، وما يفعله ابنك، ما هو إلا استكشافا لهذا العالم المثير. نتفهم صعوبة تقبلك للموضوع، خصوصا في ظل المعتقد المغلوط والسائد حول التشكيك في الهوية الحقيقية للطفل في حال انهمك في عالم الجنس الآخر. والحقيقة هي أن لا علاقة للموضوعين ببعضهما البعض لأن جميع هذه السلوكيات تنتمي لمرحلة الطفولة المبكرة ولا تعتبر كمؤشرا لحقيقة هوية الطفل. إن ردود فعلك لسلوكياته ستلعب دورا محوريا في بلورة رؤيته لجنسانيته وتعامله مع أحاسيسه وإدراكه للعلاقات مع الآخرين. بالطبع هناك تفاوتا واختلافا في طبيعة ووتيرة وحدة ونوعية حب الاستطلاع من طفل لآخر، وبالتالي لا مجال للمقارنة مع أطفال آخرين، بما فيهم الإخوة والأخوات في ذات الأسرة. نقترح عليك أن تحاولي فتح الموضوع معه بصورة دافئة بدون إشعاره بالتهديد، وأن تمنحيه الشرعية ليعبر عن مشاعره، ولا بأس في الاعتذار عن الضرب، ولا ضرر في تركه لاشباع حب استطلاعه واستكشافه لأن هذه مجرد محطة في حياة تطور الطفل، لا بد منها. مع تمنياتنا لك بالنجاح،