اعمل مع طلاب ذوي إعاقات، وسؤالي يتعلق باحد الطلاب مع تحدي متوسط، والذي اتعامل معه بكل حب وعطف لدرجة انني اقوم بضمه وحضنه بشدة كجزء من العلاج الحسي العاطفي له. سؤالي هو هل يؤدي هذا النوع من العلاج

2015-07-29

 

نتفهم مدى حبك لهذا الطفل ومدى وعطفك عليه، فهو كباقي الأطفال من ذوي الإعاقات،  بحاجة فعلا الى قدر كبير من العطف والمحبة, الشعور بالطمأنينة والأمان, , الدفئ والحميمية في التعامل، خصوصا لانهم يفتقدونه من اقرب الناس اليهم ولذلك يبحثون عن هذا الحب والدفء والعطف لدى الطاقم الذي يعمل معهم.

لكن في مرحلة عمرية لاحقة ، وخصوصا بجيل المراهقه، يبدأ التطور والنمو لديهم تماما كما لدى الأطفال العاديين الآخرين، فيشعرون مثلهم بالحاجة  الى العلاقه الحميميه والاهتمام الخاص. إلا أن المحيطين بهم من مربين وأهل كثيرا ما ينكرون عليهم هذه التغيرات والاحتياجات، فلا  يعيرونهم اهتماما ولا يتعاطون معهم على أنهم كائنات "جنسانية" كغيرهم من البشر.قد يدفع هذا الإنكار "لجنسانية" الأطفال ذوي الإعاقات، بعض العاملين معهم بالتعبير لهم عن حبهم من خلال العناق واللمس الدافئ وكأنهم أطفالا صغارا لا مشاعر جنسية لهم. لكن الأمر قد يلتبس على هؤلاء الأطفال وقد يعبرون عن أشكال ما من الإثارة الجنسية بسبب هذا التعامل الخاص معهم من قبل المربين والعاملين معهم، مما يدفع المربين إلى الابتعاد عنهم أو النفور منهم.  . كثيرا ما ينعكس هذا النفور والبعد سلبيا على الأطفال، وقد يدفعهم إلى   الاكتئاب أو العصبيه المفرطة او اللجوء إلى وسائل أخرى لها تداعيات سلبية على صحتهم الجسدية والنفسية.

لذلك من المحبذ أن يتم التعامل مع الأطفال المراهقين من ذوي الإعاقات بأسلوب مشابه لذلك الذي نستخدمه في تعاملنا مع المراهقين الآخرين، حيث تكون الحدود واضحة لا لمس فيها ولا تتعدى الكلمات ولمسات اليد الدافئة والمشجعة التي تكفل شعورهم بالأمان والطمأنينة.