كيفية تعريف الطفل بأعضائه الجنسية؟

2015-07-29
سؤالك هو من الاسئلة الشائعة التي يتداولها الاهل والمعلمين/ات، حول الطريقة او الوسيلة الصحيحة التي نشرح بها للاطفال عن اعضاءهم الجنسية؟ وحول كيفية الاجابة على اسئلتهم "المحرجة" في هذا الموضوع.

بشكل عام يبدأ الاطفال (ذكوراً واناثاً) بالسؤال حول اعضاءهم الجنسية بجيل سنتين ونصف، إما من خلال رؤيتهم لجسمهم او من خلال مشاهدتهم لاجسام الاخرين. ويعتبر هذا السلوك طبيعي جداً لدى الاطفال وهو جزء من مراحل النمو الجنسي العاطفي لديهم. وهنا يجب ان نؤكد بأن اعضاءنا الجنسية هي كباقي اعضاء الجسم (كاليد، الانف، الاذن الارجل....) وعلينا ان نعرّف الاطفال عليها بحسب اسماءها الصحيحة والعلمية وليس باسماءها المغلوطة او باسماء "الدلع" التي نعطيها احيانا لاعضاءنا الجنسية، بمعنى اخر، على الطفل او الطفلة ان يتعلموا كلمة "قضيب" او "فرج" او "مهبل" وان ينادوهم بأسمائهم الصحيحة وليس بأسماء اخرى. فالطفل في هذه المرحلة يبدأ بالتعرف على جسمه ويبدأ بالتمييز بين جسمة وجسم الجنس الاخر، وهو لا يتعامل مع الموضوع من منظور جنسي (كما نفعل نحن الكبار) انما من منطلق تعلمي وفضولي. من خلاله يكتشف جسده والعالم المحيط به.

في كثير من الاحيان يتوتر الاهل او يخجلون عندما يسألهم اطفالهم عن اعضاءهم الجنسية، والبعض منهم يقومون بتغيير الموضوع وعدم اجابة الطفل/ة على السؤال واحيانا يقومون بتوبيخهم، وهنا يشعر الطفل/ة بأن هنالك "خطأ" ما في اعضاءه الجنسية او بأن اعضاءهم الجنسية تثير الارتباك والتوتر عند الاهل. ان هذا النوع من ردود الفعل لدى الاهل قد يؤدي الى انشغال الطفل/ة اكثر باعضاءه/ا الجنسية، وفي مراحل عمرية اكبر، قد يبدأ الطفل/الشاب في البحث عن اجوبة لاسئلته الجنسية من مصادر اخرى (المجلات، التلفزيون، الافلام، الانترنت وغيرها...)، وعدم التوجه والاستعانه بالاهل وذلك نتيجة لردود فعلهم حول الموضوع.

باختصار، على الاطفال ان يتعرفوا ويتعلموا على اعضاءهم الجنسية بنفس الاسلوب الذين نعلمهم بها عن باقي اعضاءهم، ويستطيع الاهل هنا الاستعانه بصور وكتب توضيحية (هنالك الكثير من كتب الاطفال التي تشرح عن اعضاء الجسم والاعضاء الجنسية)، تتلائم مع جيل الطفل وحاجياته.

كثيرا ما يتردد الاهل في ما نقوله اعلاه بقولهم: "حتى لو كنا منفتحين مع اولادنا، فالمجتمع لن يتقبل ذلك ولا اريد ان يتعرض ابني للتعليق من قبل العائلة او الروضة او المدرسة عندما يستخدم المسميات العلمية للاعضاء الجنسية"، وبدورنا نقول للاهل ان هذا التردد طبيعي لكن من الضروري ان نفكر بمصلحة الطفل الفضلى بمعنى ان الطفل عندما يثق بنا ويعرف اننا نقول له الحقيقة دائما فانه سيشركنا بكل ما يقوم ويمر به، وبالتالي فان امكانية تعرضه للاعتداءات تقل لانه سيميز بين السلوكيات المقبولة وغير المقبولة ولاننا سنكون المرجعية لكل ما يحدث معه،  ومن جهة اخرى نستطيع ايضا ان نخبر اطفالنا ان هناك الكثير من الكبار الذين يعتقدون ان الحديث مع الاطفال حول تلك المواضيع الجنسية غير محبذ، ولكننا كأهل لا نعتقد ذلك ونريد ان يعرف اطفالنا كل شيء ... وبالتالي يمكن ان يتفق الاهل مع الاطفال ان لا يقوموا بتسمية او الحديث عن معلوماتهم الجنسية بمسمع الأخرين.. وهذا ايضا نوع آخر من التوازن بين ما اريده لاطفالي ويين الضغط الاجتماعي وهذا يرتبط بالطبع بطبيعة الاسرة والبيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل