مرحبا انا ام لطفل عمره 10 سنوات , لاحظت مؤخرا انه يقوم بالدخول لمواقع اباحيه في الانترنت , رغم حرصي على مراقبته , وعندما ساله اباه اعترف وقال انه يدخل لهناك بسرعه ثم يخرج , كيف اتعامل مع الموضوع؟ هل ن

2015-07-29

لا شك أن مسألة تعرض الأطفال الصغار للمواقع والأفلام الجنسية الإباحية بات يشغل بالنا كأهل وكمربين، بل ويضعنا في وضع محير وحرج في آن واحد. إذ أن الانفتاح وسيولة المعلومات في عصر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، نجح إلى حد ما في "مصادرة" جزء من دورنا التربوي، لا سيما ذلك المتعلق بمبدأ التدرج في المعلومات حسب الفئة العمرية، وانتقاء المضامين التربوية لتكون الأرضية للحوار مع الأولاد حول مواضيع الجنسانية.

فالتكنولوجيا العصرية استدخلت الدعاية الجنسية وأفلام الإثارة في كل المواقع، بحيث نجدها تحتل شاشة الكمبيوتر تقريبا بكل صفحة جديدة، بالألعاب، الأغاني على اليوتيوب، وفي عمليات البحث عن أي موضوع كان. ناهيك عن الضغط الجماعي الذي يتعرض له الأطفال الصغار في المدرسة أو في حلقات الأصدقاء، حيث يحصلون على عناوين لمواقع جنسية من بعض الأصدقاء ويقومون بزيارتها وتصفحها، بدون علم الأهل.

هذه الحالة تشعرنا كأهل بفقدان السيطرة لأننا لا نعرف ما هو الأسلوب الأفضل في التعامل مع هذه القضية. فمن جهة الطفل لا يزال صغيرا (10 سنوات في حالة ابنك) ولم تكتمل لديه بعد مرحلة تذويت المفاهيم الأساسية في التربية الجنسانية وفي فهمه للمراهقة والتغييرات المرافقة لها؛ ومن جهة أخرى،  دخل دائرة التعرض للمواد والمواقع الجنسية الإباحية في سن مبكرة مما يؤدي لعملية تشويه في المفاهيم الاساسية في التربية الجنسية.ولا بد من التحدث عنها مباشرة وبلغة بسيطة تحترم عقله. 

دعينا نبدأ من البداية :

•  ينصح أخصائيو التربية بعدم وضع جهاز الكمبيوتر المتصل بالإنترنيت في غرفة الطفل، بل في مكان عام بالمنزل، وبذلك نكون قد ضمنا - نسبيا - حالة الرقابة على المضامين التي يتعرض لها، وبالطبع نضمن عدم تعرضهها لأي اعتداء أو استغلال جنسي عبر الانترنيت.

•   من الضروري التحدث عن التغيرات الجسمية والمشاعر الجنسية المرتبطة في مرحلة المراهقة والتغييرات النفسية التي تتأثر بمستوى الهرمونات في جسم المراهق. الحديث الصريح والمباشر سيشجع الطفل على السؤال وعلى المشاركة بأفكاره وبخبراته مع زملائه خلال الساعات التي يكون بها خارج المنزل.(من الممكن مراجعة الروابط في أدنى الصفحة حول هذا الموضوع).

•    من المهم إظهار "التعاطف" مع الطفل الذي "رضخ" للضغط وشاهد الأفلام لسبب أو لآخر.  بمعنى أن نؤكد له على تفهمنا لحاجته بالاستكشاف والتعرف على هذا العالم ...الخ

•    التأكيد على مبدأ أن هناك خصوصيات لمرحلة الطفولة وأخرى لمرحلة ما بعد البلوغ وأن الأفلام الإباحية الجنسية أُعدت للبالغين وليس للصغار ، كون البالغين قادرين على التمييز بين ما هو حقيقي وواقعي وبين ما هو  خيالي وتجاري لأن لها أثر سلبي عليهم. بإمكان البالغين الحاصلين على رخصة فقط سياقة السيارة، بينما الأطفال لا يمكنهم فعل ذلك.                           

•   ألتأكيد على أن لهذه الأفلام أثر شبيه بالإدمان، بمعنى أن الشخص تتولد لديه الرغبة في رؤية المزيد ولا تتوقف الحاجة عند الفيلم الأول.

•   علينا أن نضع "العلاقات الجنسية" في السياق الأخلاقي الملائم لكل أسرة، وعلينا التأكيد على أن الشروع بالعلاقات الجنسية يتطلب بالأساس نضجا نفسيا وعقليا، بالإضافة إلى النضج الجسمي.

•   الأفلام الجنسية تبالغ في "تشييء" النساء، بمعنى انها تُظهر النساء على أنهن مجرد أجساد " جميلة" وجدت لتلبية حاجات الرجل.

•    الأفلام الجنسية تجعل الفتيان يفهمون العلاقة بين شخصين على أنها عابرة، جنسية بالأساس، سريعة، لا حاجة لاستثمار جهد نفسي وعاطفي وعقلي لبناءها وتطويرها

•    الرجال في هذه الأفلام يشكلون "مثلا أعلى" للرجولة والأداء الجنسي وبالتالي يُشعرون الأولاد الذكور وكأنهم يعانون من نقص لأن أجسامهم وأحجام أعضائهم الجنسية لا يقارن مع هؤلاء الممثلين.

•    أخيرا، من المهم سماع رأي الطفل بهذه النقاط وماذا يشعر بعد أن قمت بتوضيحها له. عليك أن تؤكدي له بأنك تثقين به وبأنك تتوقعين منه الالتزام بعدم الدخول إلى هذه المواقع.

قد تبدو النقاط الواردة أعلاه كأنها معقدة لا تلائم مستوى فهم طفل في العاشرة، ولكن ستفاجئين بمدى استعداده للخوض في النقاش حولها.  صدقك في التعامل معه سيجعله شفافا ويشركك في تفاصيل لم تكوني على اطلاع عليها من قبل.

بالطبع، لا ضمانه على أنه لن يتصفح هذه المواقع مستقبلا، ولكن المضمون هو أنه سيتعامل معها بتفكير نقدي وليس كمتلقي سلبي تابع.