انا مربية اعمل في مدرسة للتربية الخاصة مع طلاب ذوي الإعاقات. احد طلابي شاب في السادسة عشرة من عمره مع اعاقه عقليه متوسطه انتقل الى مدرستنا مؤخرا اشاهده يلامس اعضائه الجنسية اكثر من مره في اليوم

2015-07-29

 

عزيزتنا المربيه، نشكرك على توجهك وعلى وضع ثقتك بنا

سنحاول أن نجيب على سؤالك بشقيه المهمين جدا باعتقادنا.

بالنسبة للشق الاول والمتعلق بصعوبتك في التعامل مع سلوك هذا الشاب فإننا نتفهم مشاعر الخجل  بل وأحيانا الارتباك والتي تعيق - في كثير من الأحيان - إمكانية التوجه الصريح والتعامل المباشر مع الطلبة في المواضيع الجنسيه عموما، فكم بالحري بموضوع ممارسة الاستمتاع الجنسي الذاتي (العادة السرية) علنا من قبل شاب صغير مع إعاقة عقلية. مشاعرك بالخجل والتوتر عبر عنها العشرات من المهنيين والمهنيات، ممن تعاملنا معهم خلال مسار عملنا الميداني وعلى كافة الأصعدة وهي لا شك نابعه من أسس التنشئة ومن القيم الجنسانية والأخلاقية التي ذوتناها منذ الصغر، وبالتالي لست وحدك في هذه المشاعر. كونك عبرت عن قناعتك بضرورة مواجهة هذه المواقف والتعامل معها على أسس تربوية فإن هذه هي مقدمه هامة للتغلب على الصعوبة وكسر حاجز الخجل ولو بصورة جزئية.

من الضروري التأكيد على أن ممارسة طالبك للاستمتاع الجنسي الذاتي ناتجة عن حاجة غريزية لشاب مراهق، تماما كباقي المراهقين بجيله، وهي وسيله طبيعية للحصول على المتعة الجنسية الذاتية. في بعض الأحيان قد تكون وسيله للتخلص من المشاعر المختلفه التي تصعب على المراهق مع تحديات خاصه ان يتعامل معها مثل خيبة الامل أو الخوف من الفشل.  ليس هناك ضرر صحي أو نفسي من ممارستها بشرط ان لا تصبح الهدف الرئيسي في حياة المراهق وأن لا تشكل عائقا أمام إنجاز باقي مهامه وممارسة متطلبات حياته اليوميه.

باعتقادنا مشكلة طالبك هي عدم فهمه وتذويته للحدود وخصوصا فيما  يتعلق بالتمييز بين  الخاص والعام.  هنالك حاجه لان يتعلم كيف يميز بين السلوك أو التصرف "المقبول" ضمن الحيز العام، وبين السلوكيات والتصرفات المقبولة ضمن الحيز الخاص،  وان يفهم  ان الاستمتاع الذاتي هو موضوع خاص جدا ويمارس فقط في الحيز الخاص. من المهم  التعامل معه بلطف وتروي وصبر وتقبل واحتضان وعدم توبيخه او توجيه اللوم له. المطلوب هو الحوار معه بأسلوب بسيط وتقديم إرشادات واضحة وصريحة، مع الحرص على الثبات في التعامل مع الموقف في حال تكرر والتأكيد من جديد بكل مرة على مبدأ الخصوصية والحفاظ على الجسد. من المهم جدا معرفة مستوى إدراك وفهم هذا الشاب للتأكد من مدى ملاءمة الأدوات التربوية واللغة التي نستخدمها في التعامل معه حول هذا الموضوع، إذ من الممكن الاستعانه بوسائل ايضاح متعددة مثل الرسومات والتدريب الفعلي والمتكرر لتجريب السلوك "المقبول". من المهم أيضا إشراك الأهل بخطتك التربوية ليكونوا هم أيضا شركاء في عملية التوجيه والإرشاد لابنهم وذلك لضمان الثبات في أسلوب التعامل مع سلوكه المتكرر.

فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك حول عدم وجود برنامج للتربية الجنسية لذوي الإعاقات فإننا مثلك نؤمن بضرورة خلق برامج تربوية متخصصة تشمل الطاقم التربوي والأهالي كوحدة تربوية متكاملة، ولكننا أيضا نتفهم الأسباب وراء نقصها وعدم توفرها. فهناك العديد من المعتقدات الخاطئة التي يحملها المجتمع والمتعلقة بجنسانية الأشخاص ذوي الإعاقات وهي متناقضة تماما. فمن جهة يتعامل الناس مع هذه الفئة وكأنها "لا جنسانية"، بمعنى أنها شريحة بدون  احتياجات ومشاعر جنسيه وبالتالي لا حاجه لتثقيفهم جنسيا، بينما من جهة أخرى يتعامل المجتمع مع هذه الشريحة وكأنها ذات سلوكيات جنسيه غرائزيه غير قابله للسيطره والتهذيب. نحن نقول بأن ذوي الإعاقات هم كسائر البشر جنسانيين بطبيعتهم وبسلوكهم وبالتالي بحاجتهم إلى برامج وإلى  آليات وأدوات عمل تربوية خاصه لتمكين المربين والأهالي من التعامل معهم.

 نحاول في منتدى الجنسانية ومنذ بضع سنوات تطوير برنامج خاص لتدريب الكادرالتربوي والمهني  في اطرالتربية الخاصة وتاهيلهم للتعامل مع المواضيع الجنسانيه مع طلابهم ذوي الإعاقات، بما في ذلك الاهل، وقد نجحنا بالتواصل مع عدة مدارس كانت معنية بتعزيز القدرات المهنية لدى المربين وتطوير برنامج في التربية الجنسية داخل المدرسة.

نتمنى أن نكون قد أجبنا على سؤالك ونتمنى لك النجاح،