القذف عند النساء (Women ejaculation)*



2015-08-27
هل تقذف النساء كالرجال؟، متى يحصل القذف وهل يؤثر على الشهوة الجنسية؟ د. يارون بوكر ومتخصص بالعلوم الجنسانية يتحدث عن القذف عند النساء ويدحض كل الأساطير.


ترجمة: منتدى الجنسانية
كانون أول، 2009
 

الإنطباع الذي نحصل عليه من المواقع الإباحية والأدب الإيروتي (الجنسي) هو أن كل النساء تقذف سائل من المهبل وبكمية كبير مثل الرجال. هذه المعلومات والتي لا تعتمد على الواقع قد تسبب للرجال الصغار في السن شعوراً بان هنالك شيء ليس على ما يرام لدى شريكتهم، أو الشعور بأنهم غير قادرين على إرضاء شريكتهم جنسياً.

ما هو مدى شيوع ظاهرة قذف النساء؟

من الصعب معرفة مدى شيوع هذه الظاهرة عند النساء، لكن هنالك نساء تختبر القذف مرة واحدة بالحياة، وهناك من لا يختبرنه بالمرة والبعض يحصل لديهن قذف (بكمية معينة) خلال كل نشوة جنسية.
لم تشر الأبحاث الأولى لماسترز وجونسن الى حصول قذف لدى الاناث، لكن اليوم معروف أن هنالك نسبة ضئيلة من النساء يحدث لديها قذف بشكل ثابت. 

ما هي كمية السائل الناتج عن القذف؟

لا نتحدث هنا عن خروج كميات كبيرة، لكن وفقاً للتقديرات المختلفة تصل نسبة السائل الى ما يقارب 100 سم مكعب.

كيف يؤثر القذف على المرأة؟

في المرات الأولى لحصول القذف قد تشعر المرأة بالاحراج والقلق لشعورها بانها قامت بترطيب سريرها وقد تعتقد بان ما حصل لديها هو هروب لا ارادي للبول مما يزيد من قلقها وشعورها بالانزعاج وبالتالي قد تمتنع عن ممارسة اي نشاط جنسي نتيجة لذلك.
عندما تعتاد المرأة على القذف وتتاكد بأن لا علاقة له بالبول، عندها  قد تشعر بالارتياح وربما تشعر بالمتعة والفخر لتمكنها من الوصول إلى حالة جنسية لم تتمكن أي من صديقاتها الوصول اليها. لكن ما يهم التنوية اليه هنا هو ان ردود فعل المرأة تكون مرتبطة عادة بردود فعل شريكها/زوجها نحو الموضوع.

كيف يستجيب الرجال لقذف النساء؟

يتعامل معظم الرجال مع الموضوع بشكل ايجابي وذلك لشعورهم بان قذف شريكتهم له علاقة مباشرة "بأدائهم الجنسي العالي" (على الأقل في نظرهم) . اما اذا شعروا بالاشمئزاز أو الانزعاج فهذا قد يؤدي في اغلب الاحيان الى تفاقم مشاعر القلق وعدم الراحة لدى المرأة.

هل هناك علاقة بين القذف وهروب البول؟

اعتقد الباحثون حتى سنوات الثمانين من القرن الماضي الى وجود علاقة متبادلة بين القذف وبين المثانة البولية وأوصوا النساء اللواتي اشتكتين من ذلك بالقيام ببعض التمارين لتقوية منطقة الحوض، وفقط في عام 1982 نشر كتاب على يد ثلاثة مختصين رائدين بعلم الجنسانية- أليس كاهن-لادس، جون بيري وبيفرلي ويفلي – والذي يوضح ان هذا السائل تفرزه غدد معينة بالمهبل المقابلة لغدة البروستاتا عند الذكور (الغدة المسؤولة عن افراز جزء من السائل المنوي) . اما الاعتقاء السائد اليوم فهو ان هذا السائل يُفرز من غدد معينة تسمى بغدد سكنن (sknn) والتي تقع بالقرب من فتحة خروج البول.
 

هل هناك أبحاث حول سائل القذف الأنثوي؟

هناك صعوبة في اجراء ابحاث حول الموضوع لصعوبة تجميعه (على عكس السائل المنوي). بالاضافة، لم يبد الباحثون اهتماماً كبيرا لفحص ماهية هذا السائل ومصدره. لكن اظهرت الدراسات القليلة التي بحثت الموضوع بان هذا السائل يحتوي على قواعد حامضية، هو لا يشبه البول ولا يترك بقع على الملابس أو الفراش، وهو يحوي على عناصر مماثلة لتلك التي تنتجها غدة البروستاتا وسكريات مختلفة كالجلوكوز والبروكتوز.

هل هناك صلة بين القذف ونقطة G ؟

هنالك اختلاف بين علماء الجنسانية حول وجود أو عدم وجود هذه النقطة في الجسم. لكن اولئك الذين يؤمنون بوجودها يعتقدون انها تقع بالقرب من المثانة البولية وبالتالي اي احتكاك مع هذه النقطة  قد يؤدي الى الشعور بالحاجة للتبول. نظرياً، الضغط على نقطة G والتي تقع بالقرب من غدد سكنن، قد يؤدي إلى حصول قذف عند النساء، ولكن حتى الان لا توجد ادلة واثباتات علمية لهذا. 

ليس لدي قذف أنثوي, هل كل شيء على ما يرام؟

بما أن القذف يحصل فقط خلال النشوة الجنسية وفقط لدى نسبة ضئيلة من النساء، لذا لا حاجه ضرورية بان تسعى النساء جاهدات للبحث عنه والوصول اليه، لان السعي للوصول الى القذف قد يسبب احباط وفقدان للمتعة الجنسية العادية. لذا من المفضل التمتع بالعلاقات الجنسية كما هي ومحاولة تطويرها وتحسينها. لكن هذا لا يلغي ان حصول القذف لدى بعض النساء هو طبيعي جداً وصحي وعلى الشريكين ان يتقبلاه ويتمتعا به.
 
________________________________________________
 * المقال مترجم عن موقع صندوق المرضى العام.
** د. يارون بوكر هو طبيب نساء ومتخصص بالجنسانية.