من ثلاثة الى ست سنوات



2015-07-29
يتمركز تفكير الطفل في هذا الجيل حول ذاته، فهو مشغول بهويته الذاتية وكلما نما زاد إدراكه للآخرين، فيدرك خصوصية الأمهات والآباء والبنين والبنات وراشدين آخرين، يبدأ في إدراك حاجات وحقوق الآخرين أيضا، وانه في بعض الأحيان يجب عليه إرجاء إشباع حاجاته من اجل ملاءمه حاجاته لهم. وفي هذا المسار، مع ما يحتوي من صراعات، يدرك الطفل انه لا يستطيع إشباع حاجاته الانيه ويتعلم ان للآخرين شخصيات مستقلة، فالوظيفه الأساسية للطفل في هذه المرحلة هي بناء هوية ذاتية.

في هذه المرحلة يتبلور توجهه الأساسي وهو ذو أهمية وتأثير على التعلم والسلوك المستقبلي.

يتحدد أساس التطور الشخصي في المراحل القادمة بمدى إدراك الطفل لحساسية الآخرين تجاهه وهذا متعلق بحساسيته هو لذاته وتقييمه لذاته وبمواقفه تجاه جسمه ومدى شعوره بالتقدير له.

يأخذ التمتع بواسطة الأعضاء الجنسية اهتماما اكبر في هذه المرحلة فنرى ظاهرة الاستمناء الطفولي تظهر بشكل دوري ودائم. ان إشباع الرغبة لدى الاطفال غير مقتصرة بالضرورة على مداعبة الأعضاء الجنسية، بل ممكن أن تتم بواسطة ملاطفة أي منطقة من جسمه، لذا فقد قام L.Schuh Gachman (1972) بتوسيع مصطلح الاستمناء الطفولي بأنه "التلاعب في الأعضاء الجنسية أو أي منطقة من مناطق الجسم التي تحل محلها". كما ويظهر في هذه المرحلة التعبير النفسي والاجتماعي للحياة الجنسية، فيختار الطفل أشياء من بيئته لتلازمه، كما ويبدأ بالاهتمام بالأشخاص من حوله، ويختار شخصا مفضلا عليه من الجنس الآخر (عاده تكون الأم) وتبدو ظواهر كالغيرة، وجميع هذه الظواهر هي ظواهر جنسية مميزة لهذه المرحلة.

يتميز هذا الجيل، جيل الروضة، بتزايد حب الاستطلاع الطبيعي بشكل عام، ويزداد معه حب الاستطلاع الجنسي، فيهتم الطفل بجسمه وبذاته وعلاقاته العائلية فتكثر أسئلته حول الفروق الجنسية بين الذكور والإناث. هذه الأسئلة لا تأتي بالصدفة بل هي انعكاس لأفكاره وتفكيره العميق وناتجة عن الوعي المتزايد لأهمية العلاقات العائلية.

غالبية الأطفال بهذا الجيل يميزون جنسهم، ويعلمون أنهم سيكبرون ولذا فإنهم يبحثون عن "نماذج" مريحة لتعلم وظائفهم المستقبلية. وهذه النماذج هي الأهل والأطفال الآخرون، فيعبرون عن ذلك بأسئلتهم وبألعابهم، حين يلعبون دور الأم أو الأب مظهرين اهتمامهم بالشخصية الواقعية.

إن إحدى الصفات المميزة للطفل في هذا العمر هي قدرته على الخيال المبدع، في حين لم يطور بعد قدرته على فحص الواقع والتعامل معه. ان هذه القدرة من شأنها أن تساعده في التغلب على مخاوفه وقلقه، فيتوجه إلى عالم اللعب والخيال، فاللعب هو وسيلته لحماية نفسه، ومواجهه الصراعات وحلها بواسطة اللعب توفر للطفل إمكانية للسيطرة على سلوكه في الحياة العملية. اما الخيال وعلى الرغم من أهميته في هذه المرحلة فمن شأنه أن يخيف الطفل في بعض الأحيان لذا فمن المهم تقديم معلومات دقيقه للطفل حول جسمه ووظائفه، خاصة عندما يتوجه إلينا ويشاركنا بمخاوفه وتخيلاته فمن المهم أن نصحح ونوفر المعلومات الملائمة لمستوى نموه.

كثيرون من الأطفال أبناء الثلاث سنوات إلى خمس يرغبون بالزواج من أمهم أو أبيهم. من المفضل عدم الاستهزاء بهذه المشاعر، فعندما يقول الطفل لامه "أريد أن أتزوجك" فكل ما يبتغيه هو التعبير عن حبه لها، لذا من المفضل أن تؤكد الأم للطفل أنها تحبه كما يحبها وتزيد" "أنا متزوجة من أبيك، عندما تكبر ستجد امرأة بعمرك فتتزوجها".

من المفضل أن يتم الاهتمام بالطفل والطفلة في هذا الجيل من قبل كلا الوالدين، حتى إذا كان الطفل يميل إلى احدهما أكثر، فيجب أن يحصل على اهتمام، رعاية ومداعبة من قبل الاثنين.

إن هذه الرعاية هي أيضا فرصة لا تعوض ليحصل الطفل على درس مهم في التربية الجنسية وهو ان التعامل مع أجسام الآخرين يجب أن يتم باحترام وبنعومة وبعد اخذ موافقتهم على ذلك، وليس عنوة وبعنف، وهذه أسس تعامل يكتسبها من خلال تعاملكم معه.

يحاول العديد منا مثلا تقبيل الطفل عنوة، كتعبير عن محبتهم له ورغبتهم في مداعبته أو إغاظته. إن مثل هذه المداعبة توحي للطفل انه عاجز على مواجهة من هو اكبر وأقوى منه، وانه لا يستطيع أن يرفض مثل هذه المداعبة. إذا كنا نحب أطفالنا بالفعل فيجب أن نحترم رغباتهم وان نعودهم على حق ملكية أجسامهم وإعطاء القبلة أو منعها لمن يرغبون. إن هذه الرسائل مهمة لوقاية الأطفال من استغلالهم من قبل من هو أقوى منهم.