تغيرات البلوغ لدى المراهقين والمراهقات مع إعاقة عقلية

بقلم : منتدى الجنسانية



2022-11-09

المراهقة هي فترة الانتقال بين الطفولة والنضج، ينمو الجسم خلالها نموًّا سريعًا، وتطرأ تغيُّرات كبيرة على شكله وحجمه، فضلًا عن التغيُّراتّ الحادّة في المشاعر والأمزجة، مما يؤثّر على العلاقات مع الآخرين، ولا سيّما داخل الأسرة.

 

تعتبر هذه الفترة بمثابة تحدٍّ جدِّيِّ للأهل، ويزيد التحدي حين يكون المراهق أو المراهقة مع إعاقة.

 

يتسم المراهقون والمراهقات مع الإعاقة بأن نضجهم الجسدي يسبق نضجهم العقلي، وهذا قد يسبب لهم توترًا، وقد يصل الأمر إلى الغضب بسبب عدم مقدرتهم على التعامل مع التغيرات الطارئة على أجسادهم.

 

يفرض هذا على الأهالي والمربين مسؤوليات أكبر، تتطلب بدورها مهارات وآليات خاصة لفهم احتياجات الأطفال، إذ قد لا يستطيع الأطفال التعبير عن احتياجاتهم بشكل مباشر، مما يتطلَّب من الأهل بذل مجهود إضافي لاكتشاف هذه الاحتياجات وتلبيتها.

 

نشرح في هذا المقال كيفية التعامل مع التغيرات الجسدية المختلفة التي يمر بها المراهق والمراهقة، إذ سنبدأ بالتغيرات العامة التي تصيب الجنسين، سواء الإناث أو الذكور، ثم سنتحدث عن التغيرات التي تحدث لكل منهما على حدة.

 

التغيرات العامة

رائحة الجسم

"لقد اشتممت مراهَقة ابني من خلال رائحة جسمه وعرقه، وأدركت أنّه قد بَلَغ". تتكرر هذه الجملة أو ما يقارب معناها لدى الأهالي سواء كانوا أمهات أو آباء.

 

يعود بروز الرائحة في فترة المراهقة إلى نشاط الغدد وزيادة إفراز العرق، كذلك الأمر بالنسبة لرائحة البول المتراكم لدى بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية، إذ يصعب عليهم تنظيف الأعضاء التناسلية وتجفيفها بعد التبول أو التبرز.

 

 لذلك من الضروري الحرص على تعليم النظافة الشخصية.

 

ويمكن الاستعانة بهذه الإرشادات:

 

1. الاستحمام مرتين في اليوم: في الصباح وقبل النوم؛
2. الاستحمام بعد بذل أيّ مجهود جسماني؛
3. تبديل الملابس الداخليّة يوميًّا؛
4. استعمال الملابس القطنيّة؛
5. اسـتعمال المواد المضادَة للعرَق بعد أن نتأكد أنّها لا تتعارض مع الحالة الصحية للمستعمل؛

6. في الحالات الخاصة، يجب تبديل الحفّاظات اليوميّة بوتيرة أكبر؛

7َ. غسل مواضع الأعضاء الجنسيّة وشطفها وتجفيفها مع كل تبديل للحفّاظة أو دخول الحمام؛
8. التأكّد من أن الفتى أو الفتاة قد تعلم أو تعلمت ممارسة هذه الإجراءات؛ الأشخاص مع إعاقة عقليّة متوسطة حتى بالغة يواجهون صعوبة عامةّ في المحافظة على نظافة أجسامهم/ن بدون مساعدة، مما يَضطر الأهل إلى حمل المسؤوليّة المباشرة على الموضوع.

9. الحزم والمثابرة والثبات في التعامل مع قضية النظافة؛ والمقصود هو عدم التنازل أحيانًا والإصرار في أحيان أخرى. عدم الثبات يؤدّي إلى الاضطراب وعدم التوازن لدى الأشخاص مع التحديّات الخاصّة؛

10. لا تنسوا أن تعبِّروا بكلمات مشجِّعة ومُحِبَّة ودافئة عن إعجابكم ورضاكم عن محاولات ابنكم أو ابنتكم الحفاظ على نظافته أو نظافتها الشخصيّة. فمثلًا أن نقبله أو نقبلها ونقول: "ياه كم رائحتك جميلة لأنك استحممت واستبدلت ملابسك.. سنذهب معًا لشراء عطر جديد...".

 

النظافة الشخصية

 

بروز الشَّعر

 

يُعتبر نموّ شعر الجسم من مظاهر البلوغ في سنّ المراهقة، وهو أمر طبيعيّ جدًّا، حيث ينمو الشعر في أكثر من موضع: تحت الإبط؛ في موضع العانة؛ على اليدين والقدمين؛ بالإضافة إلى نموّه على الوجه والصدر والبطن والكتفين لدى الشبَّان.

 

في المعتاد يكون قرار إزالة الشعر أو عدم إزالته لدى الأشخاص مع إعاقة عقليّة، قرارًا مشتركًا للشخص مع أهله أو أهلها. من حقّ الأشخاص مع إعاقة عقليّة أن يعبِّروا عن رأيهم/ن ورغبتهم/ن بإزالة الشعر من مكان ما في جسمهم/ن أو عدم إزالته، طبعًا إن كان الفتيان أو الفتيات قادرين أو قادرات على التعبير عن رأيهم/ن.

 

وكذلك من واجب الأهل سؤالهم/ن والأخذ برأيهم/ن والتحاور معهم/ن وإقناعهم/ن بوجهة نظرهم إذا كان الرأي مغايرًا.

 

ثمَّة عدة طرق لإزالة الشعر عن الجسم، ولكل طريقة إيجابياتها وسلبياتها.

 

من المهم تجربة عدة طرق، واختيار الطريقة الأكثر ملاءمة للوضعية الصحية الخاصة لكل فرد، والتي تضمن سلامته التامة.

 

على سبيل المثال، من المفضَّل أن تجرِّب الفتاة أكثر من طريقة لإزالة الشعر حتى تجد الوسيلة المريحة والملائمة لها، وتقع على عاتق أهلها مسؤوليَّة مرافقتها وتدريبها على الطريقة التي اختاروها معًا.

 

كذلك هو الشأن فيما يتعلَّق بالحلاقة عند الشاب؛ فهنالك أنواع من شفرات الحلاقة اليدوية والكهربائية، وينبغي التجريب واختيار الطريقة الأسهل والأنسب لكل فرد.

 

من المهم مرافقة الابن أو الابنة إلى المتجر أو الصيدلية، وإتاحة الفرصة أمامه أو أمامها لينكشفوا على الأدوات المختلفة المعروضة، ومساعدتهم/ن وتدريبهم/ن على اختيار احتياجاتهم/ن بنفسهم/ن؛ وهو ما قد يساعدهم/ن على الاستقلاليّة في مرحلة ما ويؤهِّلهم/ن لها.

 

حَبَّ الشباب

 

قد تشغل ظاهرة حَبّ الشباب بال الفتاة أو الفتى مع إعاقة عقلية، أو بال الأهل.

 

حتى لو لم يكن حَبّ الشباب من ضمن الأولويات، إلا أنها ظاهرة تحتاج إلى التطرق إليها من منطلق حق الفرد في تحسين مظهره أو مظهرها الخارجي، والحق في الوصول إلى العلاج الملائم.

 

إن كان ابنكم أو ابنتكم يعجز عن الاهتمام بنفسه بسبب الإعاقة، فإن المسؤولية المباشرة لمعالجة حَبّ الشباب تقع على عاتق الأهل.

 

 

يُنصح بمنعهم/ن من العبث بالبثور، وتحفيزهم/ن على المواظبة على تنظيف بشرتهم/ن على نحو دائم، واختيار المأكولات الصحية المناسبة واستشارة الاختصاصيين إذا استدعى الأمر تدخلًا طبيًا.

 

أما إذا كانت الفتاة أو الشاب قادرين -وإن جزئيًا- على العناية بأنفسهما، فإن مسؤولية الأهل مرافقتهما وتدريبهما على الطريقة المناسبة للعناية ببشرتهما، وإن تطلب ذلك الكثير من الوقت والمجهود.

 

الاستمتاع الجنسي الذاتي (العادة السرية)

 

العادة السرية هي الاسم الشعبي والمتداول لـ (الاستمتاع الجنسي الذاتي)، وهي تعني الاستثارة الذاتية الناتجة عن مداعبة الأعضاء الجنسية بهدف الشعور بالمتعة الجنسية.

 

هناك تفاوتات لدى المجتمعات في شأن تقبل هذه الممارسة، وبعض المجتمعات تمنعها بدعوى أنها تسبب الأضرار للجسم. ولكن الأبحاث الطبية أكدت أن الاستمتاع الذاتي ليس به أي ضرر، بل إنه سلوك طبيعي، يتعرَّف من خلاله المراهق والمراهقة على جسديهما ويتعلمان عن احتياجاتهما وردود فعلهما الجنسية.

 

تزداد وتيرة ممارسة الاستمتاع الجنسي الذاتي في مرحلة المراهقة بسبب التغيرات الهرمونية.

 

من الضروري معرفة عدم وجود فرق بين المراهقين عمومًا والمراهقين مع إعاقات فيما يتعلق بحقهم/ن وحاجتهم/ن إلى ممارسة الاستمتاع الجنسي الذاتي، ولكن من المهم مراعاة المكان والزمان المناسبين لذلك.

 

قد يمارس المراهقة أو المراهقة مع الإعاقة العقلية العادة السرية علنًا وفي مكان عام دون حرج أو خجل، ولا يكون قصدهم/ن الإساءة، إلا أنهم/ن قد لا يدركون الفرق بين الخاص والعام.

 

لذلك على الأهل والمربين تعليم المراهق أو المراهقة وتدريبه/ا على الخصوصية كنوع من الحماية له/ا.

 

وقد يُكثِر المراهقة أو المراهقة مع الإعاقة من ممارسة العادة السرية، إذ قد يجدونها الوسيلة الوحيدة لتفريغ الأزمات العاطفية التي يواجهونها، كحالات الغضب والحزن والفشل وخيبة الأمل وغير ذلك، لذلك على الأهل والمربين تزويدهم/ن بآليات ومهارات بديلة للتفريغ العاطفي.

 

تغيرات تحدث للإناث

 

العادة الشهرية

 

يبدأ الحيض في المعتاد في الفترة العمرية بين 9 و12 عامًا (وأحيانًا قبل سن التاسعة أو بعد الثانية عشرة).

 

الحيض هو نزول الدم من رحم الفتاة مرة في الشهر، ويستمر ما بين 3 إلى 8 أيام.

 

تُحتسَب فترة الدورة الشهرية من أول يوم للحيض (نزول الدم) حتى أول يوم للحيض التالي.

 

 

الدورة الشهرية

 

في المعتاد، تتراوح هذه المدة ما بين 21 يومًا و42 يومًا، بحيث يكون المعدَّل 28 يومًا.

 

في السنوات الأولى من مرحلة المراهقة، تكون الدورة الشهرية غير منتظمة، وقد يظهر الحيض أحيانًا ويختفي لعدة أشهر، وهذا يُعتبر طبيعيًا.

 

حتى بعد أن تنتظم الدورة الشهرية ويظهر الحيض بوتيرة ثابتة، قد يتأثَّر انتظامها بعوامل نفسية وخارجية مثل الضغط النفسي ومشاكل التغذية والحِمية القاسية واستعمال أدوية معيَّنة ومشاكل الغدد ومشاكل الرحم.

 

ظهور الحيض علامة لبلوغ الفتاة، وفي المعتاد يفرح الأهل لهذا البلوغ، لكن في حالة الفتاة مع إعاقة عقلية قد يتسبب حدوث الحيض في مشاعر الخجل وعدم الارتياح، إلى حد الشعور بالخوف لدى بعض الأهل.

 

قد تلقى الفتاة مع إعاقة عقلية صعوبة في فهم ما يحدث لجسمها، وقد تشعر بالخوف الشديد من ظهور الحيض في المرات الأولى، ولا سيَّما إذا لم يجرِ تحضيرها مسبقًا للتغير المتوقع حصولها لديها.

 

لذلك تحتاج الفتاة إلى الكثير من الرعاية والاهتمام والحب والحنان في هذه الفترة على وجه الخصوص.

 

تقع على عاتق الأهل مسؤولية تهيئة ابنتهم المراهقة وتحضيرها نفسيًا وعمليًا لاستقبال الدورة الشهرية قبل ظهورها للمرة الأولى، وتقع على عاتقهم مسؤولية تدريبها على الطرق السليمة للمحافظة على النظافة أثناء الدورة، واختيار الفوط الصحية المناسبة وكيفية استخدامها.

 

قد يضطر الأهل إلى تكرار الإرشاد والتدريب مع ظهور الدورة الشهرية، وحتى المرافقة الدائمة لابنتهم في كل شهر، بل مدى الحياة إذا كانت ابنتهم غير قادرة على استيعاب الإرشاد الذي تلقته.

 

لا شك أن الأمر صعب، ويحتاج إلى مجهود ووقت من الأهالي، وقد يحتاج بعضهم إلى طلب المساعدة من الطاقم المرافق لابنتهم في المدرسة أو الإطار المعالج والاستعانة بهم.

 

هنالك طرق لمساعدة الأم في حفظ موعد ظهور العادة الشهرية لدى ابنتها لتكون جاهزة لاستقبالها مسبقًا، وبذلك تتجنب حدوث إحراج لدى ابنتهما مع ظهور دورتها على نحو مفاجئ وانكشافها على المحيطين بها رغمًا عنها.

 

على سبيل المثال، بإمكان الأم أن تراقب مظاهر ما قبل العادة لدى ابنتها، كذلك بإمكانها تدوين تواريخ الدورة لدى ابنتها في مفكرتها، وهو ما يساعدها على توقُّع موعد ظهورها ويساعدها على تحضير ابنتها قبل يوم أو يومين من ظهور دورتها.

 

 

آلام الحيض

 

قد تشعر الفتاة بأوجاع طبيعية قبل ظهور الحيض وخلاله:

 

- أوجاع في موضع البطن وأسفل الظهر

- ارتخاء في العضلات

- انتفاخ في البطن والأذرع

- تصلب وألم في الثديين

- تعب وإرهاق

- هباب حر

- تعرُّق زائد

- آلام في الرأس

- سرعة في نبضات القلب

- قد تزداد الشهية للطعام

- التقلبات السريعة في المزاج والاكتئاب والعصبية والشعور بالتوتر والقلق، وتختفي هذه العوارض عند انتهاء الحيض.

 

تتفاوت حدة الألم من فتاة إلى أخرى، وكذلك ردود الفعل؛ إذ قد لا تستطيع بعض الفتيات مع إعاقة التعبير عن هذه الأوجاع، أو طلب المساعدة، لذلك ينبغي على الأهل مراقبتها والإصغاء إلى لغة جسدها ومحاولة فهم ما تشعر به، حتى يقدموا المساعدة المطلوبة.

 

من المفضَّل التخفيف من الأوجاع بالعلاجات الطبيعية، ومن أمثلة ذلك:

 

  • احتساء مغليّ البابونج والميراميَّة
  • الاستحمام بماء ساخن
  • وضع قِربة ماء ساخنة على البطن
  • الاسترخاء
  • ممارسة الرياضة

 

وإذا لم تُجدِ العلاجات الطبيعية نفعًا، هناك العديد من الأدوية المتوافرة، والمصنوعة خصيصًا لعلاج آلام العادة الشهرية.

 

في حالات الألم الشديد، يُنصَح باستشارة الطبيب أو الطبيبة.

 

قد يتساءل الأهل عن طرق ظهور الدورة الشهرية لدى ابنتهم مع الإعاقة العقلية، لتسهيل الحياة عليها وعليهم. في هذا السياق نود التأكيد على أن لكل حالة حيثياتها الخاصة، وأن المرجعية لحسم هذا الموضوع يجب أن تكون طبيِّة بحتة مشتركة مع الأهل وابنتهم فقط.

 

من الطرق المعروفة لمنع ظهور الدورة -مثلًا- الأدوية الشهرية أو الحُقن، ولكنها لا تُقتنى إلا بحسب وصفة طبية.

 

تمنع هذه الوسائل ظهور الدورة طوال فترة استخدامها، وإن جرى التوقف عن استعمالها عادت الدورة مجددًا.

 

بالطبع لكل وسيلة حسنات وسيئات، لذلك من المهم الوعي بذلك واستشارة الطبيب أو الطبيبة واختيار الوسيلة الأنسب للفتاة قبل الشروع في استعمالها.

 

بروز الثديين

 

بروز الثديين هو التغير الأبرز لدى الفتيات في مرحلة المراهقة، وهو العلامة الظاهرة على أن الفتاة لم تعد طفلة.

 

يختلف حجم الثديين وشكلهما من فتاة إلى أخرى، وقد يكون الثديان غير متطابقين من حيث الحجم والشكل في بداية تشكُّلهما، بل حتى إلى ما بعد استكمال مرحلة النمو.

 

الصدريات

 

يمكن للحالة المرضية الخاصة للفتاة أن تؤثر على نمو الثدي لديها من حيث الشكل والحجم والتناسق. في هذه الحالة ننصح باستشارة الطبيب أو الطبيبة المعالج/ة.

 

ترتدي النساء حمالات الصدر (الصدريات) لدعم الثدي أثناء الحركة. يتغير حجم الثدي وشكله تماشيًا مع نمو الجسم، ولذلك تحتاج الفتاة إلى ارتداء صدرية بحجم مختلف كل بضع سنوات.

 

وظيفة الصدرية دعم الثدي بصورة مريحة، وكأنها طبقة جلد ثانوية تحيط بالثدي، يجب ألا تكون حمالة الصدر ضيقة ولا واسعة أكثر من اللزوم، ومن المفضل خلعها قبل النوم، حتى لا تؤثر سلبًا على جريان الدورة الدموية أو عملية التنفس.

 

هناك أنواع وأشكال عديدة للصدريات تستجيب لاحتياجات النساء المختلفة، فبعضها يرفع الثديين لتجميل شكلهما، وبعضها يظهرهما أكبر من حجمهما، والبعض يظهرهما أصغر.

 

من حق الفتاة مع إعاقة اختيار الصدرية المناسبة أسوة ببنات جيلها، طالما كان بإمكانها الاختيار، ومن واجب الأهل مرافقتها ومساعدتها على الاختيار، واحترام قرارها ما دام يتلاءم مع حالتها الصحية والجسمانية.

 

لأن الثدي عضو مثير ويعبِّر عن الأنوثة، فقد يثير بروزه لدى الفتاة مع إعاقة مشاعر مختلطة لدى الأهل، وقد يثير مشاعر عدم ارتياح وخوف من الإيذاء، أو أنها قد لا تستطيع تمييز الاعتداء الموجه إليها، أو حماية نفسها من الإيذاء بسبب إعاقتها أو حالتها المرضية.

 

قد يدفع هذا الخوف الأهالي لحماية ابنتهم، باختيار ملابس فضفاضة لإخفاء صدرها.

 

إذا كان الأهل يراودهم الخوف في هذا الخصوص، فإننا ننصحهم بالتحدث مع ابنتهم عن ذلك بما يتناسب مع قدراتها العقلية، وننصحهم بالاستعانة بالمهنيين الذن يرافقون ابنتهم بالأطر العلاجة المختلفة.

 

تغيرات تحدث للذكور

 

الاحتلام الليلي

 

الاحتلام الليليّ هو عمليًا القذف اللاإرادي للسائل المنوي خلال النوم، وهو مرتبط عمومًا مع الأحلام المثيرة، وفي بعض الأحيان يحصل كردة فعل لشعور الشخص بالبرد أو بالخوف، أو نتيجة احتكاك غير إرادي للأعضاء الجنسية.

 

الاحتلام ظاهرة طبيعية ولا تسبب أي ضرر. تبدأ في المراحل الأولى من مرحلة المراهقة، وقد تستمر إلى سن متقدمة أكثر.

 

يعود سبب الاحتلام إلى تغير نسبة الهرمونات في الجسم خلال مرحلة المراهقة، وإلى الإنتاج المكثف للحيوانات المنوية.

 

الاحتلام

 

تختلف وتيرة الاحتلام بين شخص وآخر، وتتغير لدى ذات الشخص في مراحل البلوغ المختلفة.

 

في المعتاد، تقل وتيرة الاحتلام مع التقدم في السن، ولكنها قد تستمر طوال الحياة ولا يمكن السيطرة عليها أو منع ظهورها.

 

قد تستغرب بعض الأمهات حين يلاحظن وجود بقعة لزجة على ملابس أبنائهن الداخلية، وتتساءل إذا كان هذا أمرًا طبيعيًا، وبالطبع يزيد الاستغراب إذا كان الابن ذا إعاقة.

 

قد يشعر المراهق مع إعاقة عقلية بالخوف والقلق أو الاستغراب في المرات الأولى التي تحدث معه، وقد يكون بحاجة إلى من يشرح له ما يحدث مع جسمه ويزوِّده بالمعلومات عن هذه الظاهرة.

 

علينا أن نضع في الاعتبار أن المراهق قد لا يبادر بالسؤال عن الموضوع، ما يفرض على الأهالي المبادرة بفتح الموضوع معه إذا لاحظوا ظهورها.

 

من المهم شرح ما يحدث معه بلغة بسيطة ومناسبة لمستواه العقلي، وأن نعلمه أهمية الحفاظ على النظافة بعد ظهور البقع على ملابسه الداخلية، وذلك بالاستحمام وتبديل الملابس المتسخة بأخرى نظيفة.

 

التغيرات في الحنجرة والصوت

 

الحنجرة كسائر الأعضاء في الجسم؛ تتطوَّر على مراحل.

 

في مرحلة المراهقة، تبدأ الأحبال الصوتية بالتمدد طولًا، وتصبح أكثر سُمكًا، ويكبر قُطْر الحنجرة، ما يؤدي إلى التقطع المفاجئ بالصوت وبدون سيطرة.

 

يحدث هذا لفترة عابرة، ويعود ويستقر الصوت، في المعتاد، في نهاية سن المراهقة.

 

أحيانًا قد ترافق الإعاقة العقلية إعاقة جسدية قد تؤثر على تطوُّر الصوت لدى المراهق أو المراهقة مع الإعاقة، وهذا الوضع قد يؤثر عاطفيًا على التصور الذاتي والتقييم الذاتي للمراهق أو المراهقة، ما يتطلب من الأهل والمربِّين الاهتمام بهذا الجانب العاطفي أيضًا.

 

 

المقال مأخوذ (بتصرف) من كتيب "صار شاب وصارت صبية.. دليل الأهل في التعامل مع جنسانية المراهقين والمراهقات مع إعاقة عقلية"، من كتابة: فادية خوري، و الصادر عن منتدى الجنسانية 2021