الحب والعلاقات في حياة المراهقين مع إعاقة

بقلم : منتدى الجنسانية



2022-11-14

الحب عاطفة قوية، نشعر بها في جميع مراحل حياتنا. ويقال إن للحب ثلاثة مركبات رئيسية هي:

 

الانجذاب: وهو ما يحصل لنا عندما يعجبنا الشكل الخارجي لشخص ما، ونشعر برغبة في أن نكون برفقة هذا الشخص.

 

التقارب: وذلك عندما نتبادل الأفكار والمشاعر مع هذا الشخص الذي نثق به ولا نشارك فيها أي شخص آخر. وهو بدوره يدعمنا ويفهم شعورنا ويتقبلنا كما نحن.

 

الالتزام: وهو الاتفاق بيننا أننا حريصان على هذه العلاقة، والتزامنا بها.

 

الدمج بين هذه المركبات يؤدي إلى إنتاج علاقات حب مختلفة. فعلى سبيل المثال، في علاقتنا مع أصدقائنا يتوافر التقارب بدون الانجذاب، فنشاركهم/ن أسرارنا ويتفهموننا ويدعموننا، ولكننا لا ننجذب إليهم/ن.

 

أما في الحب الرومانسي، فيجتمع الانجذاب والتقارب معًا، فقد يبدأ الحب بالانجذاب أولًا، وبعدها يتطور التقارب أو ما يسمي "الحب من أول نظرة".

 

وقد يبدأ الحب من التقارب ويتطور الشعور بالانجذاب حين تتطوَّر علاقة صداقة إلى علاقة حب.

 

من الطبيعي أن ينشغل المراهقون مع إعاقة بموضوع الحب والعلاقات أسوة بأترابهم/ن، فهم/ن أشخاص لديهم/ن احتياجات عاطفية وجنسية غريزية وهي جزء من تكوينتهم/ن الإنسانية الأساسية رغم الإعاقة، علمًا بأن هذه الاحتياجات تتفاوت بين الناس والتعبير عنها يتأثر بالسياق الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد.

 

في حالة الأشخاص مع الإعاقات العقلية، توجد فجوة بين النضج الجسدي (الذي هو -على وجه العموم- مماثل للأشخاص بدون إعاقة) والنضوج العقلي والقدرة على فهم المشاعر والتعبير عنها تعبيرًا لائقًا، والقدرة على تهذيب الغرائز والتعامل معها ضمن إطار الأنماط الاجتماعية المقبولة.

 

 

قد ينتج عن ذلك سلوكيات جنسانية غير لائقة، كاللمسات والتعابير غير اللائقة، وممارسة العادة السرية في الحيز العام.

 

في كثير من الأحيان -دونما قصد وبدافع الحرص والشفقة- قد يصادر الأهل حق ابنهم أو ابنتهم في اتخاذ القرار وفي التعبير عن مشاعرهما واحتياجاتهما. فمثلًا يقرر الأهل بأن ابنهم لا يفهم أو ابنتهم لا تفهم معنى الحب، أو أن تصرفه أو تصرفها غريزي ولكنه لا يفهم أو تفهم ذلك. والأهل بهذه الطريق لا يصغون لمشاعر ابنهم أو ابنتهم الحقيقية.

 

في حالات أخرى -بدافع المحبة والاهتمام- قد يخلق الأهل لدى أبنائهم وبناتهم توقعات وآمالًا خيالية بعيدة عن الواقع، قد تكون لها إسقاطات سلبية عليهم/ن وقد تُشعرهم/ن بخيبة الأمل فيما بعد.

 

مثلًا: أن يُقال للشخص مع إعاقة "سنزوجك بنت عمك في الصيف وتصير عريس".

 

من المهم أن يخلق الأهل أجواء من الثقة والصدق في التحاور مع الأبناء والبنات مع الإعاقة حول موضوع العلاقات، وحول شرعية المشاعر والحب والانجذاب والحاجة إلى الدفء العاطفي، بأسلوب بسيط يأخذ بعين الاعتبار مستواهم/ن العقلي وقدرتهم/ن على الاستيعاب.

 

من الضروري التطرق إلى الصعوبات بموضوع العلاقات مع الجنس الآخر، بما في ذلك ظلم المجتمع في التعامل مع الآخر المختلف، ومنحهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم/ن وصعوبة تعاملهم/ن مع هذه المشاعر.

 

من المهم جدًا أن يعبِّر الأهل أنفسهم عن حبهم لأبنائهم وبناتهم واهتمامهم بهم/ن.

 

المقال مأخوذ من كتيب "صار شاب وصارت صبية.. دليل الأهل في التعامل مع جنسانية المراهقين والمراهقات مع إعاقة عقلية"، من كتابة: فادية خوري، و الصادر عن منتدى الجنسانية 2021