التربية الجنسية كوسيلة لمنع الاستغلال الجنسيّ لأشخاص ذوي الإعاقات



2017-04-02

مُقدّمة

السلوك الجنسي هو جزءٌ معياريّ من السلوك الإنسانيّ. يولد جميع البشر مع احتياجات جنسية وتستمر معهم حتى لحظة الوفاة. وهذا مما لا شك به, أنه جاء في القانون كحق للأنسان مهما كانت حالته العقليّة والجسديّة (ألوني، ر.).
إنّ إعاقة الشخص الذي يعاني من المحدودية في حالات كثيرة هي نفسيّة. صحيح أنه ليست هناك علاقة بين التطوّر الفسيولوجيّ والإعاقة  العقلية، ولكنّ العلاقة هي بين الشّخص والمحيط. فالمحيط يعرقل تطوّر التعلّم الجنسيّ السليم لدى الإنسان ذي المحدودية. يشعر كثير من الأشخاص أنه بسبب الإعاقة العقليّة، أو المحدودية الفكرية، يجب التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية كأصحاب قدرة وذكاء طفوليين. إنّهم يعتقدون أنه يجب حماية ذوي الإعاقة العقلية من الجنس، كحماية الأطفال منهم. هذا التوجّه يمسّ بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة ويتركهم مع قدر محدودٍ من التجارب الجنسية، الأمر الذي لا يتيح لهم النضوج الجنسيّ الطبيعيّ (ألوني، ر.).
 
هناك احتياجات جنسية للأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة, كما ولديهم أحاسيس وقدرات جنسية، كباقي البشر.  إن مبدأ التعامل الطبيعي (تقبل ذوي الإختلافات)، إضافة الى حركات حقوق الإنسان ومعها الثورة الجنسيّة ساهم في تبني توجّه معياري (Normative) أكثر تجاه جنسانيّة الشخص ذو الإعاقة العقلية. إنّ الاعتراف بجنسانيّتهم وبحقهم في ممارسة جنسانيتهم، إضافة إلى ضرورة حمايتهم ومنع استغلالهم، مكّنا من تطوّر برامج مختلفة في مجال التربية الجنسانية مخصصة لهم. 
تشير النتائج في الأدبيّات البحثيّة إلى أنّ الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة معرّضون إلى الايذاء الجنسيّ، سواء من قبل أشخاص بعيدين عنهم أو قريبين منهم، بشكل يفوق ما يتعرّض له الاخرين. يشكّل برنامج منع الاستغلال الجنسيّ جزءًا عضويًّا من برنامج شامل للتربية الجنسانية، ولا يمكن الفصل بينهما. 
سأتطرّق في بحثي إلى إسهام برامج التربية الجنسانية كوسيلة لمنع الاستغلال والإيذاء الجنسيّ لدى مجموعات الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة.
 
 
التطوّر النفسيّ-الجنسيّ لدى ذوي الإعاقة العقلية 
وفقًا لفرويد، يمرّ كلّ شخص بمراحل التطوّر النفسيّ-الجنسيّ الخمس حتى يصل إلى الجنسانيّة البالغة. قد تكون هناك فجوات كثيرة في تطوّر الطفل ذو الإعاقة العقلية، وهو ما يحول دون وصوله إلى مستوى مناسب من النضج. يتمّ تفسير جزء من هذه الفجوات من خلال عوامل فسيولوجيّة، كما يُفسّر جزء آخر منها على المستوى النفسيّ (نيسيم، د.).
يُعتبر الانتقال من الطفولة إلى البلوغ انتقالا منوطا دومًا بمصاعب مختلفة,  وأكثر صعوبة لدى الأشخاص ذوي المحدودية العقليّة. هنالك ملامح بلوغ خارجية عادية لدى شبان كثيرين من ذوي الإعاقات العقليّة، لكن تنقصهم القدرات العقليّة من أجل مواجهة متطلبات محيطهم ورغبتهم في الاستقلاليّة. إنّ الدافع الجنسيّ لدى الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة لا يختلف عمّا هو لدى الاخرين، ولكنّ المجتمع يتعامل معه بحرج وبعدم تقبّل (إدواردز، ج.).
 
بمجرد تعريف مصطلح الإعاقة, يتضح أنّ التأقلم الاجتماعيّ للشخص ذو الإعاقة العقلية مشوب بالخلل. فإلى جانب النواقص الذهنية لديه، يمكن رؤية مظهره الخارجي المختلف، وكذلك قدراته الحركيّة التي تقلّ عن سائر أبناء سنّه، مما تشكّل عائقًا أمام اندماجه في هذه المجموعة. وهكذا، يجد ذو الإعاقة العقلية نفسه معزولاً من سياقه الإجتماعي. يمكن للشخص ذو الإعاقة العقلية في جيل المراهقة أن يجد نفسه في أحيان كثيرة، عُرضةً للاستغلال الجنسيّ من قبل أطفال آخرين يتفحصون جسده كوسيلة لإشباع فضولهم. إن شوق ذو الإعاقة العقلية لأن يكون محبوبًا، وقلة وعيه لما هو مقبول اجتماعيًّا، يجعلان منه ضحيّة سهلة، متوفّرة، بل حتى متعاونة. بالإضافة إلى ذلك فلذوي الإعاقة العقلية المُراهقين ثمّة إمكانيّات قليلة لإشباع فضولهم وغريزتهم الجنسيّة، الأمر الذي يزيد من احتمالات وقوعهم ضحيّة للاستغلال الجنسيّ. فهم يتعاونون مع مستغّليهم، في بعض الأحيان، لغرض كسب اهتمامٍهم أو الاعتراف الاجتماعيّ بهم. 
 
 
اقترح الباحث فرسكه (نيسيم، د.) نموذجًا للتأقلم النفسيّ-الجنسيّ لدى ذوي الإعاقة العقلية, حيث يشمل على التوجهات التالية:
 
1. لذوي الإعاقة العقلية جدولٌ تطور زمنيّ خاصّ بهم. وهو يشمل ذات المحطّات التطوّرية لدى عامة البشر, لكن باختلاف في المواعيد. 
 
2. يحقّ لكلّ شخص ذو إعاقة العقلية أن يمارس كامل قوّته الكامنة، حتى لو اشتمل ذلك على مخاطر، عقبات وحالات من الفشل، وهذا يعتبر جزءا من سيرورة البلوغ. 
 
3. هناك حاجة إلى محيط دافئ وعائليّ، وكذلك إلى إرشاد وتوجيه مدى الحياة من أجل تحقيق أقصى قدر مُمكن من التطوّر. 
 
 
 
التنكيل الجنسيّ بذوي الإعاقة العقلية واستغلاله جنسيًّا 
يشكّل الاعتداء الجنسيّ حدثًا صادمًا من الممكن أن تكون له إسقاطات نفسيّة، شعوريّة، اجتماعية وسلوكية على المدى القريب والبعيد، وفي مختلف مجالات حياة المعتدى عليه. إن مجموعة الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة معرّضة لخطر اعتداء أكبر، بوجه عام، ولخطر اعتداء جنسيّ، بوجه خاصّ. إنّ الوتيرة التي توردها الأدبيات المهنية عن حالات الاعتداء الجنسية لدى مجموعة الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة، تفوق بمرّتين حتى أربع مرات المجموعات الاخرى. هذا الواقع القاسي يزيد من الحاجة في فهم وضعيّة التعرّض لاعتداء وإيجاد وسائل تدخّل توفر لذوي الإعاقة العقلية قدرة أكبر على تفادي هذه الأوضاع.
 
يمكن اقتراح عدد من العوامل التي بمقدورها تفسير سبب كون ذوي الإعاقة العقلية أكثر عرضةً للتنكيل والاستغلال الجنسيين:
 
1. يعتقد مُرتكبو مخالفات الاعتداء الجنسيّة أن التنكيل بشخص استثنائيّ هو أكثر سهولة، لأنه لن يُبلِغ عن ذلك، أو لأنّ بلاغه يُعتبر بلا مصداقيّة. إنّ غياب القدرة على الاتصال الكلامي مع قسم كبير من المجموعة التي نعالجها، يُصعّب من إمكانية كشف الاستغلال الجنسيّ والتحقيق فيه، وهو يُعتبر بمثابة نقطة لصالح الشخص الذي يُزمع على استغلال هذه المجموعة.
 
2. ذوي الإعاقة العقلية لا يتلقون معلومات وتحضير حول التنكيل الجنسيّ، خلافًا للمجموعة العادية، وبالتالي فهم يجدون صعوبة في ملاحظة التنكيل اللاحق بهم وتفاديه. وتتجسّد المشكلة خصوصًا لدى مجموعة الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة الخفيفة التي يجري دمجها ضمن المجتمع، سواء في السكن، العمل، قضاء الوقت الحرّ، وهذا ما يجعل منها مجموعة سهلة ومعرّضة للاستغلال الجنسيّ. 
 
3. الأطفال والبالغون ذوي الإعاقة العقلية متعلقون بجهات علاجية كثيرة قد تستغلّ وضعيّة تعلقهم هذه، وبالتالي يتم التنكيل بهم جنسيًّا. إنّ التعلق اليوميّ بالعلاج ودعم أفراد العائلة وأعضاء الطاقم قد يموّه الحدّ ما بين العلاج المسؤول والمخلص وبين استغلال الوضع بغية إشباع الغريزة الجنسية لدى المُعالِج. 
 
4. غالبا ما يحظى الأطفال والبالغون ذوي الإعاقة العقلية بعاطفة وتبادليّة أقلّ في علاقاتهم مع أفراد العائلة والأصدقاء. وهكذا فإنهم قد يتقبلون, برضى, أي مظهر من الاهتمام والصداقة، حتى لو قاد الأمر إلى إقامة علاقات جنسيّة. وقد تؤدي العلاقة الشعوريّة القوية التي تنشأ بين الشخص ذو الإعاقة العقلية وبين مَن يعالجه، إلى عدم الوعي والتمييز ما بين الاستغلال الجنسيّ وبين حالات الحبّ والعطاء (نيسيم، د. ضمن مداخلة في مؤتمر).
 
يقدّم الكثير من الباحثين اقتراحات عينيّة لمنع الاستغلال الجنسيّ, تعتمد بالأساس على تقديم برامج خاصّة بالتربية الجنسانية.
 
 
برامج التربية الجنسانية لذوي الإعاقة العقلية
إن المواقف السلبيّة، قلة المعرفة وقلة الإرشاد الملائم والوافي كلها أمور تزيد من صعوبة أداء الشباب والبالغين ذوي الإعاقة العقليّة. فالمجتمع يستصعب التعامل مع ذو الإعاقة العقلية على أنه إنسان كسائر البشر, فحقيقة عدم زواج الشخص ذو الإعاقة العقلية وعدم أنجابه للأطفال، تجعلنا نلغي جنسانيّته. وقد طرا في الفترة الأخيرة، تغيّر حادّ في تعامل المجتمع مع السّلوك الجنساني, حيث فتح المجال للحوار حول مختلف العلاقات مع الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة. يجب علينا كمجتمع أن نهتمّ بحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية، والحرص على حقّهم في تلقي الإرشاد في مجال الجنسانيّة.
إنّ التطوّر الجنساني لدى الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة، هو أمر أشد صعوبة ممّا يفترض به أن يكون، وذلك لأسباب اجتماعيّة. كذلك يصبح هذا التطور أكثر تعقيدًا بفعل قلة المعرفة في هذه المواضيع (إدواردز، ج.). هناك انكشاف واسع على المضامين الجنسية في المجتمع من خلال الإعلام ويبدأ ذلك حتى من سن مبكرة. يتعلم الأطفال عموماً عن الجنسانية بالصدفة, بينما يجد  ذو الإعاقة العقلية صعوبة بتلقي هذه المضامين وفهمها وتفسيرها. الأطفال ذوي الإعاقة العقلية غير قادرين، على الأرجح، على تعلّم أشياء عن طريق الصّدفة، وهم بحاجة إلى التعليم المُوجّه في مواضيع عديدة، ومن ضمنها موضوع الجنسانيّة.
يُملى السلوك الاجتماعيّ عبر العلاقات التبادليّة مع البيئة. يشعر البالغون ذوو الإعاقة العقليّة، في أحيان كثيرة، بأنهم وحيدون ومحبطون، وبأنهم يتوقون لدرجة كبيرة إلى رابط اجتماعيّ. إنّ قلة المهارات الأساسية من جهة، وقلة الإرشاد الملائم من جهة أخرى، تشكّلان أحد العوامل المؤدّية إلى سلوك إشكاليّ لدى البالغين ذوي الإعاقة العقليّة، وهو ما يهدّد بتعرضهم إلى الاستغلال الجنسيّ. 
لقد ساد على مدى سنوات طويلة توجّه مفادُه أنه إذا قمنا بحماية ذوي الإعاقة العقليّة من هذا الموضوع، فإنهم لن يظهروا اهتمامًا بالموضوع الجنسيّ، وبالتالي لن يكونوا ضحايا للاستغلال الجنسيّ. لكننا نعرف اليوم، بيقين كبير، أنّ غياب المعلومات الجنسيّة هو ليس حماية. عمليًّا، يجعلُ الجهل الإنسان أكثر عرضة للأذى (إدواردز، ج.).
 
 
تبدأ التربية الجنسية، عمليًّا مع الولادة، وتتطوّر بمرور السنوات بشكل طبيعيّ. يتعامل والدا الشخص ذي الإعاقة معه، أحيانًا، على أنه طفل طيلة الوقت. هذا الموقف يعزز في تجاهل بلوغه، جنسانيّته وحاجتة في الحصول على تربية جنسانية. لذلك، فإنّ التوجّه الملائم للتربية الجنسانية هو التوجّه المهنيّ-الشمولي الذي يساعد الوالدين على البدء بالعمليّة التربوية وطلب المساعدة من مهنيين مختلفين لاستكمالها (نيسيم، د.).
يتناول برنامج التربية الجنسانية قبل كلّ شيء، نقل معلومات من مجالات متنوّعة بالتزامن خلال التعامل مع المستوى الشعوري والتعبير السلوكيّ.
 
يجب أن يكون  التوجّه السائد في برامج التربية الجنسانية لذوي الإعاقة العقلية مستنداً على ثلاثة أبعاد أساسيّة:
 
إكساب معلومات ملائمة على المستوى الذهنيّ والتطوّري لذوي الإعاقة العقلية.
 
تعليم السلوك المقبول، بحيث تتحقق متعة جنسيّة دون الخوف من انحراف اجتماعي أو استغلال معين.
 
إكساب فهم مفادُه أنّ الجنس أكثر من مجرّد إقامة علاقة جنسيّة. لذلك، يجدر التشديد على موضوع المهارات الاجتماعية، وخلق روابط مع الجنس الآخر ومع أشخاص آخرين.

 
يهدف البرنامج إلى مساعدة اذوي الإعاقة العقلية على تحسين جودة حياته وتحقيق ذاته. إنه يساعد في بناء تصوّره الذاتي وثقته بنفسه، يعزز السلوكيات الإجتماعية المقبولة، ويساهم بذلك في دمجه بالمجتمع وحمايته من الاستغلال الجنسيّ. يشدّد البرنامج على الممكن، الممتع والجميل، وبعد ذلك، فقط، يتطرّق إلى الممنوع.
جاءت التربية الجنسانية لإتاحة حياة أكثر تنوّعًا، لدفع التجربة الزوجيّة قدمًا، لتحسين التصوّر الذاتي ولإيجاد طرق لتوجيه الدوافع الجنسيّة. تعلّم التربية الجنسانية الاختلاف والتشابه بين الأجناس، وتتطرّق إلى الحدود الفاصلة ما بين المسموح والممنوع، المقبول وغير المقبول (ألوني، ر.). يرشد برنامج  التربية الجنسانية نحو الحيطة والحذر بشكلٍ أكبر من الغرباء، ليس من خلال التخويف فحسب، بل من خلال الفهم أيضًا، والحقّ في ملكيّة الجسد والحقّ في قول الكلمة لا!
 
إنّ إحدى الطرق التعلميّة لتفادي الأوضاع التي قد تؤدّي إلى الاستغلال الجنسيّ، هي من خلال برنامج "الدوائر" الذي تمّ تطويره خصيصًا لذوي الإعاقة العقلية, وذلك بواسطة التجسيد الصوَري (عبر حلقات ملوّنة مختلفة) يتمّ تعليم مفهوم المساحة الشخصيّة والمساحة الاجتماعيّة. يتمّ خلال هذا التمرين تعليم سلوكيّات ملائمة لعلاقات القرب والبعد والسّلوك الجنسيّ الذي يلائم كلّ وضع. من الضروري أن يقوم بتمرير برنامج التربية الجنسانية مُيسّرون مؤهلون في المجال، وعادةً ما يتمّ تمرير البرنامج من خلال مجموعة وسائل إيضاح ملائمة لأعضاء هذه المجموعة. 
تتناول البرامج التي يتمّ إعدادها الاهتمام بثلاث بؤر: الأشخاص ذوو الإعاقة العقليّة، الوالدان والطاقم المعالِج في الأطر المختلفة. 
 
يجب الحرص في العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة على الاستيعاب الشعوريّ للمضامين، بناء تصوّر ذاتيّ وتصوّر جسد ملائمين، من خلال اكتساب مهارات اجتماعيّة وأدوات لمنع الاستغلال الجنسيّ.
 
تعطى الفرصة في العمل مع الأهل لتناول موضوع الجنسانية، وهو موضوع أوّلي يمكّن الأهالي من استيعاب مواقفهم، مشاعرهم وشكل تعاطيهم. 
 
من المعروف أنّ للاعتداءات الجنسية إسقاطات شعورية، أدائيّة وسلوكيّة على ذوي الإعاقة العقلية. هذه التأثيرات قائمة على كلّ من الشخص المعتدى عليه، أسرته، والمحيطين به، وهي تتجسّد بأشكال مختلفة. يتطلب تشخيص ومعالجة الاعتداءات الجنسيّة معرفة وخبرات مهنيّة. إحدى المسائل الصّعبة في مجال الاعتداء الجنسيّ هي قدرة المهنيين على التمييز بين البلاغ الحقيقيّ عن الاعتداء الجنسي وبين البلاغ الكاذب أو المُحرّف بواسطة تعليمات ظاهرة أو مخفية من قبل المُعالجين (إيلون، ع.). 
 
انّ برامج منع الاستغلال الجنسيّ هي جزء لا يتجزّأ من برامج التربية الجنسانية، ولا يجوز فصلها عنها. أما البرامج التي يتم فصلها عن التربية للحياة الاجتماعية والجنسية, فمن شأنها أن تؤدّي إلى حالات هلع مفرطة لدى مجموعة ذوي الإعاقة العقلية، وأن تؤدّي بالتالي إلى رفض أو إنكار للحياة الجنسيّة. على الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة أن يذوّتوا حقيقة  أنّ العالم الجنسيّ يضمّ نواحي جميلة وممتعة وإلى جانبها نواح خطيرة.
 
حتى تكون برامج التربية الجنسية الاجتماعية ناجعة فعلاً وتحقّق هدفها، فمن المحبّذ الاستعداد لسيرورة تمتدّ على فترة من الزمن. يجب أن يتمّ العمل على المركبات الشعورية، الاجتماعية والسلوكية على مستوى منظوميّ، سواء مع الشخص ذو الإعاقة العقلية، أو مع أسرته، أو مع الطاقم المعالِج.
 
 
الخلاصة
إنّ الخوض في مجال  الجنسانيّة ومنع الاستغلال الجنسيّ للشخص الذي يعاني من إعاقة عقليّة لا يكتمل إذا فصلناه عن الإرشاد في موضوع المهارات الاجتماعية. يحظى تعليم المهارات الاجتماعية، كجزء من الإرشاد الشامل في المجال الاجتماعيّ-الجنسيّ، بأهميّة من الدرجة الأولى. يحتاج الشباب ذوو الإعاقة العقليّة إلى إرشاد بخصوص المهارات الاجتماعيّة الجنسية أكثر من الشباب الذين لا يعانون من إعاقة عقليّة، لأنهم يفتقرون إلى إمكانية اكتساب هذه المهارات من خلال عمليّة التنشئة الاجتماعية العادية. إنّ التربية والإرشاد في المجال الاجتماعيّ-الجنسي لا يعزّزان جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة فحسب، وإنّما يساهمان في منع استغلالهم جنسيًّا، أيضًا.
من الواجب أن يتعلم ذوي الإعاقة العقلية طريقة الرد الحازم والإجابة بكلمة " لا" وكيفية الابتعاد عن أوضاع التحرّش والخطر، وطرق تطور علاقات اجتماعيّة سليمة. الاعتراف بحقّ هؤلاء الأشخاص وملكيّتهم على جسدهم، يُساعدهم على الاعتراف بحقوق الآخرين، أيضًا. وهكذا تتقلص إمكانيّة استغلالهم أو جعلهم مُعتدين جنسيًّا (نيسيم، د.).
 
______________________
 
وظيفة إنهاء للعاملة الاجتماعية عنات فرانك في إطار دورة لموظفي الرعاية لمعالجة أشخاص ذوي إعاقة عقليّة. ضمن نشرة داخليّة للكلية المركزية للعاملين في الخدمات الاجتماعيّة (2002).