الجنسانية و الإعاقات الذهنية
تموز 2013
Sexuality and Intellectual Disability
ما هي الجنسانية؟
تعرف منظمة الصحة العالمية الجنسانية على انها جزء لا يتجزأ من شخصية كل فرد, أن كان رجلا أو امرأة أو طفلا. بالأضافة الى كونها حاجة أساسية وجانب لا يمكن فصله عن جوانب الحياة البشرية الاخرى. (منظمة الصحة العالمية، 1975).
الجنسانية هي العدسة التي تعكس كون الشخص رجل أو مرأة والتي من خلالها يرى ويستجيب للعالم. هنالك جوانب بيولوجية، جينية، طبية، اجتماعية، تعليمية، نفسية، روحية، ثقافية وقانونية للجنسانية وهي تختلف تبعا أين ومتى وكيف نعيش، وللشخص المسؤول عن تربيتك، وما هو مهم بالنسبة لكل فرد بشكل شخصي.
لا يختار كل الأشخاص أن يكونوا نشطين جنسيا، ولكنهم جميعا كائنات جنسية. يعتمد التعبير عن الحياة الجنسية على التنشئة الاجتماعية، الصداقات، الحدود في العلاقات، الوعي الجسدي، الترابط الإنساني، تفاعلات الأعضاء التناسلية، تأكيد الذات، صورة الذات، الرعاية الذاتية، صنع القرار وأخلاقياتنا وقيمنا.
يعرف مجلس التعليم والمعلومات الجنساني للولايات المتحدة (SIECUS) الجنسانية على أنها جزءا أساسيا للإنسان تستحق الاحترام ويدعم المجلس أيضا حقوق الفرد للحصول على" معلومات دقيقة وشاملة حول الجنسانية وخدمات الصحة الجنسية".
هل لذوي الاعاقة الذهنية حياة جنسانية؟ هل يسمح لهم بانشاء علاقات حميمية وجنسية و\أو الزواج؟ ما اثر درجة الاعاقة الذهنية على الحياة الجنسية؟
يحظى ذوو الإعاقة الذهنية بتطور جنسي وعاطفي بغض النظر عن درجة الإعاقة التي يعانون منها, إلا أن التعبير عن هذه المشاعر والأحاسيس مرتبطا بالوعي الاجتماعي وقدرة الشخص على المشاركة والفهم والإدراك الاجتماعي والوظيفي.
يتمتع ذوو الإعاقة الذهنية بالقدرة البيولوجية لممارسة الجنس الا ان الثقافة والنظام القضائي يفرضان القيد على العديد من الأنشطة الجنسية للأشخاص الذين يعانون من هذه الإعاقة, خاصة السلوكيات الخطرة والتي من الممكن ان تؤدي الى أضرار لا يمكن أصلاحها على صعيد الفرد والمجموعة المحيطة به.
تختلف حكومات الولايات في القيود القانونية التي تفرضها على الأفراد ذوي الإعاقة الذهنية على أساس معرفتهم وفهمهم للحدود الجنسي والعواقب المترتبة على انتهاك تلك الحدود. (للاطلاع على القانون بشكل أعمق، انظر التعليمات رقم 6، أدناه).
مع زيادة الوعي الاجتماعي والتعاطفي الذي يتحقق من خلال التعليم والتوجيه والفرص والدعم المستمر، يمكن للعديد من البالغين الذين يعانون من إعاقة ذهنية تطوير علاقات متبادلة تشمل مجموعة واسعة من النشاط الجنسي و / أو الزواج.
لماذا يعد العمر المناسب والتربية الجنسية أمران مهمان للاطفال والشباب والكبار ذوي الاعاقة الذهنية؟
يمكن للشخص ذو الاعاقة الذهنية ان يكوُن أو أن يعبر عن رغبته في أقامة علاقات تشمل التعبير الجنسي.
ولذلك فمن المهم للأشخاص ذوي الإعاقة أمران : أن يكونوا في سن مناسب و أن يحصلوا على تربية جنسية شمولية. فكما تنص تعليمات رقم 1، ينبغي أن يشمل التثقيف الجنسي ليس فقط حقائق حول الجنس وعلم الأحياء، أنما على تعليم الأفراد التمتع في العلاقات، اتخاذ قرارات مسؤولة وتمييز الخطأ من الصواب.
يساعد التثقيف الجنسي ذوي الإعاقة الذهنية على ادراك اذا ما كان الشخص يحاول استغلالهم وذلك بتمكينهم من التعرف عل السلوكيات الجنسية غير اللائقة في وقت مبكر، وكيفية حماية أنفسهم بشكل أفضل من الاستغلال و / أو القدرة على الإبلاغ عن اي حادث اعتداء جنسي مشتبه به.
يساعد التثقيف الجنسي أيضا الأشخاص ذوي الإعاقة على تجنب الوقوع في أخطاء اجتماعية قد تجعلهم يبدو أغبياء أو قد تفهم بطريقة خاطئة كسلوك إجرامي.
إن المعلومات حول الجنسانية تزيد من وعي الفرد على العواقب المحتملة من النشاط الجنسي، مثل خطر الحمل أو الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا. تعلم التربية الجنسية أيضا الافراد كيفية حماية أنفسهم من بعض النتائج غير المقصودة للنشاط الجنسي.
يتمتع الافراد ذوي الإعاقات الذهنية بالحق في أن يكونوا نشطين جنسيا كما ولديهم الحق في التعلٌم عن الجنس تماما مثل أي شخص آخر.
هل من الممكن للأفراد ذوي الاعاقة الذهنية انجاب الاطفال وتربيتهم؟
معظم البالغين الذين يعانون من الإعاقة الذهنية لديهم القدرة البيولوجية على الإنجاب، وهذا يشمل تحمٌل واطلاق الذرٌية.
وقد وضعت كل دولة قوانين تحكم قدرة الشخص على الموافقة أو الامتناع عن الانخراط في النشاط الجنسي مع شخص آخر، بما في ذلك الجماع.
يعتبر الإنجاب جانبا واحدا من جوانب التعبير الجنسي، بحيث يحظى بقدر كبير من الاهتمام مما يؤدي الى إهمال جوانب أخرى أكثر إلحاحا والتي تتكرر في كثير من الأحيان مثل النشاط الجنسي، المسؤولية، السلامة, المتعة والخيارات الشخصية.
لدى البالغين ذوي الإعاقة الذهنية الحق القانوني بالإنجاب وتربية الأطفال. ولكن يحق للدولة بالتدخل واخذ الطفل من الرعاية الوالدية بالقوة في حالة سوء المعاملة أو الإهمال له. (يؤذن لمؤسسات الدولة المختصة لحماية الطفل والتأكد من ان الاطفال في مأمن من خطر أفعال آبائهم أو مقدمي الرعاية).
في الكثير من الأحيان, يظهر الآباء ذوي الاعاقة الذهنية الحاجة للدعم خاصة لضمان رفاهية ابنائهم، مثل التدريب على رعاية الطفل، تأمين المسكن، الدعم المالي، والحصول على الرعاية الصحية للأطفال وخدمات رعاية الأطفال. وإذا لم يتم توفير هذه الموارد، أو كانت غير كافية لوضع معين، قد تتعرض رفاهية الطفل للخطر.
يجب على كل فرد من ذوي الإعاقة الذهنية وشركائهم أن يحظوا بمساعدة الأهل والجهات العلاجية الداعمة في اتخاذ هذا الخيار, خيار الوالدية وإنجاب وتربية الأطفال والمبني على توقعات واقعية، تعليم، معرفة القانون، القيم الشخصية والأهداف المستقبلية.
ما هو الاعتداء الجنسي؟ ما هي الإحصاءات الحالية للاعتداء الجنسي على ذوي الإعاقات الذهنية؟
يمكن تعريف الاعتداء الجنسي كونه إجبار، تهديد، إكراه، مداعبة أو خداع شخص آخر على الاتصال الجنسي غير المرغوب فيه أو على الاتصال الجنسي مع شخص لا يملك القدرة على إعطاء الموافقة لمثل هذا العمل.
يشمل الاعتداء الجنسي على القوة والسيطرة على شخص آخر من دون موافقته. يمكن أن تشمل مجموعة من السلوكيات الجنسية غير المرغوب فيها من قبل الآخرين من مضايقة لغوية إلى الاغتصاب العنيف أو العلاقة المثلية وغيرها من التصرفات. الاعتداء الجنسي هو جريمة تستعمل فيها القوة من خلال استعمال الجنس والسرية كأسلحة.
قد تتباين الاحصائيات الى حد ما، ولكن تشير جميع التقارير الى ان احتمالية الاعتداء الجنسي على الاشخاص ذوي الاعاقة الذهنية كبيرة مقارنة مع اقرانهم من نفس الفئة العمرية. وغالبا ما يتم استهدافهم كضحايا بسبب الاعتقاد بانهم هدف سهل يصعب عليهم ادراك الإعتداء كما يلاحظ احيانا الصعوبة في التبليغ عن ما حدث لهم من انتهاك هذا بالاضافة الى صعوبة تصديقهم وعدم قدرتهم للادلاء والشهادة في المحاكم.
معظم تقارير الاعتداءات الجنسية تكون من النساء، ولكن الرجال أيضا يتعرضون لمثل هذا الانتهاك. الأغلبية الساحقة من ضحايا الاعتداء الجنسي تكون من قبل شخص معروف للضحية، وغالبا ما يحدث في منزل الضحية.
في كثير من الأحيان يكون ذوي الإعاقة الذهنية أكثر عرضة للاعتداء الجنسي عندما يحرمون من الصداقات، والعلاقات الأسرية والتواصل مع زملاء العمل والتي تساعد على الحماية من الإعتداء بسريٌة. وقد يتعرضون للاعتداء من مقدمي الرعاية أو من أشخاص آخرون يبنون علاقات معهم تعزز بدورها التبعية أو تنشئ العزلة في حين تظهر ككونها نوع من الرعاية الجديرة بالثقة.
ما هي الاختلافات بين السلوكيات الجنسية غير اللائقة والسلوكيات الجنسية المسيئة؟
عادة ما نميز بين السلوكيات الجنسية غير اللائقة والسلوكيات الجنسية المسيئة عن طريق المراقبة وتقييم سلوكيات الفرد.
بعض الأفراد الذين يظهرون سلوكيات جنسية غير لائقة يكون نتيجة لمحدودية القدرة على التواصل الاجتماعي، والحاجة إلى المودة والمحبة، و/ أو الحاجة إلى الاهتمام. ويمكن لهذه السلوكيات أن تكون هجومية تؤدي إلى ايذاء غير مقصود للآخرين و / أو انتهاك للقواعد أو للقوانين. يكون التدخل في هذه الحالة ضمن توجه أكثر تعليمي لإتقان المهارات الاجتماعية عوضا عن الإجراءات العقابية.
تؤدي السلوكيات الجنسية المسيئة الى إيذاء الآخر و/ أو انتهاك القواعد أو القوانين. وتشمل: الاتصال المباشر المقبول (على سبيل المثال، الاغتصاب، والاعتداء الجنسي، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الخ)؛ الاتصال غير المباشر وغير المقبول (على سبيل المثال، الاستثارة، استراق النظر، إنتاج أو حيازة المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال، الخ) والاتصال التوافقي الذي يحدث في الأماكن العامة.
في حالات السلوك الجنسي غير اللائق أو السلوكيات الجنسية المسيئة، فمن المهم معالجة السلوك في الوقت المناسب وتوفير المهنية والتقييم الطبي لضمان سلامة الفرد والمجتمع.
ومن الناحية المثالية، قدر الإمكان، ينبغي استخدام أدوات تقييم خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية. ان ادوات التقييم الموحدة المستخدمة على عينة من ذوي الإعاقة الإدراكية ينبغي أن تستخدم جنبا إلى جنب مع الخلفية الحياتية والتدابير النفسية المناسبة، والتقييمات المعرفية والوظيفية.
على ماذا ينص القانون لضمان الحقوق الجنسية والحماية من الاستغلال الجنسي بين الأطفال والشباب والبالغين ذوي الإعاقة الذهنية؟
بشكل عام, فإن القانون يحاول تحقيق التوازن بين حقوق الأفراد مع حقوق المجتمع.
لدى الأفراد الحق في الخصوصية والحق في اقامة علاقات جنسية بالتراضي والموافقة. ولكن تقيد هذه الحقوق للأطفال و لعدد صغير من البالغين ذوي الإعاقة الذين يقر لهم عدم القادرة الحالية على الموافقة والقيام بأنشطة جنسية. كلما زادت درجة المخاطر والتطفل و العواقب السلبية الناتجة عن النشاط الجنسي، كلما زاد التدقيق في القانون. ان ال AAIDD (دليل على الرضاء) يحتوي على مناقشة ممتازة لما هو مسموح وموافق عليه في القانون والنشاط الجنسي.
من ناحية أخرى, يحتاج المجتمع إلى القانون ليحمي مواطنيه من التعرض للأذى مثل الاعتداء والاستغلال الجنسي. قد يكون لكل دولة قوانين مدنية وجنائية مختلفة تحمي من خلالها الافراد ذوي الإعاقات الذهنية.
ان الحل للتطبيق العادل للقانون هو عملية التثقيف لجميع العاملين في الجهاز القضائي من محامين وقضاة والنيابة العامة لضمان تطبيق التطبيق العادل للمعتدين والضحايا على حد سواء. هذا بالاضافة الى ان ذوي الاعاقة الذهنية انفسهم يجب ان يتلقوا التثقيف اللازم حول الحياة الجنسية الخاصة بهم وكيفية التعامل مع الجوانب الجنسية من حياتهم بشكل مناسب وآمن. كما ويجب أن يتلقى الداعمين التثقيف اللازم ليتمكنوا من مساعدة الاشخاص بما يتفق مع رغباتهم والسياسات ذات الصلة والقانون.
أين يمكن للشخص أن يتوجه للحصول على معلومات عن الحياة الجنسية والإعاقة الذهنية؟
من المهم أن ندرك أن البحوث التربوية والنفسية تبين أن السلوكيات الاجتماعية المقبولة والعلاقات الاجتماعية الشخصية الجيدة هي أفضل الضمانات لحماية ذوي الاعاقة الذهنية من الانتهاك الجنسي. ان معرفة التعبيرات الجنسية المقبولة والآمنة هو أمر اساسي للتمييز بينها وبين التعبير الجنسي غير المقبول وغير الآمن. ان التربية الجنسية هي الركيزة الأساسية لإعداد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية للشراكة مع الآخرين المحبين و تعزيز سلامتهم.
يعتبر التقييم الوظيفي هو أداة هامة يمكن استخدامها بشكل فعال لشرح السبب الذي يولٌد السلوك الجنسي أو مصدره. ان المعلومات التي يتم جمعها من التقييم الوظيفي يمكن أن تكون الأساس لوضع خطة تطوير واسعة للتنمية الاجتماعية والتربية الجنسية والتدريب للطالب. ان الخطط التعليمية الناتجة عن هذه التقييمات يمكن لها المساعدة في إعداد الأفراد ذوي الإعاقة الذهنية لشراكة جادة. كما ويساعد التعليم في الحماية من الاستغلال الجنسي أو الاعتداء الجنسي.
من المنطقي للآباء والأمهات والمهنيين البقاء متيقذين من التنمية الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية ما بعد سنوات الطفولة والمراهقة. وقد تفاجئت بعض الأسر حين أصبح الرغبة والاهتمام الجنسي , لدى أبناءهم, واضحا في وقت متأخر من العشرينات أو حتى الثلاثينات.
إن ظهور الرغبة والاهتمام الجنسي لهو بالجزء الطبيعي للتطور والبلوغ وله حدوده لذوي الإعاقة الذهنية. ليس هنالك حاجة للخوف واعتباره عقبة أخرى أمام النجاح والاستقلال. يمكن لغير الخبراء اعتبار التعبير الجنسي على أنه مجرد سلوك لابد من كبته. وهذا ليس نهجا حكيما لإدارة هذا الجانب الهام من الحياة.
يمكن للوالدين والأطراف المعنية الأخرى استشارة المتخصصين للمساعدة في الدعوة لإدماج التربية الجنسية في المدارس والمراكز العلاجية كجزء من الأهداف السنوية لأفراد عائلاتهم ووفق مراحل نموهم.
يمكن للوالدين والمهنيين, أيضا, التشاور مع منظمات وطنية أو إقليمية أو مجتمعية موثوقة تقدم بحوث ذات مصداقية، وخدمات وبرامج ودعم للأفراد ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم وأصدقائهم، مثل الرابطة الأمريكية للإعاقة الذهنية والانمائية (AAIDD)، جمعية متلازمة داون (NDSS)، وجمعية الشلل الدماغي المتحدة (UCP)، والرابطة الوطنية للتشخيص المزدوج (ند)، TASH، رابطة المراكز الجامعية المعنية بالإعاقة (AUCD)، الدعم النفسي للتمكين (SABE).
وأخيرا, يمكن للوالدين والمهنيين استعراض العديد من المواد والمصادر والموارد والمناهج العالية الجودة التي تم إنشاؤها خصيصا لتلبية احتياجات التنمية الاجتماعية والتربية الجنسية للأفراد ذوي الإعاقة الذهنية عبر حياتها وعبر مجموعة واسعة من القدرات المتاحة لهم.
كما ويمكنهم التشاور مع مؤسسات محلية ووطنية موثوق بها يعتمد عليها للحصول على معلومات دقيقة وحديثة حول الحياة الجنسية.