
عزيزتنا المربيه، نشكرك على توجهك وعلى وضع ثقتك بنا
سنحاول أن نجيب على سؤالك بشقيه المهمين جدا باعتقادنا.
بالنسبة للشق الاول والمتعلق بصعوبتك في التعامل مع سلوك هذا الشاب فإننا نتفهم مشاعر الخجل بل وأحيانا الارتباك والتي تعيق - في كثير من الأحيان - إمكانية التوجه الصريح والتعامل المباشر مع الطلبة في المواضيع الجنسيه عموما، فكم بالحري بموضوع ممارسة الاستمتاع الجنسي الذاتي (العادة السرية) علنا من قبل شاب صغير مع إعاقة عقلية. مشاعرك بالخجل والتوتر عبر عنها العشرات من المهنيين والمهنيات، ممن تعاملنا معهم خلال مسار عملنا الميداني وعلى كافة الأصعدة وهي لا شك نابعه من أسس التنشئة ومن القيم الجنسانية والأخلاقية التي ذوتناها منذ الصغر، وبالتالي لست وحدك في هذه المشاعر. كونك عبرت عن قناعتك بضرورة مواجهة هذه المواقف والتعامل معها على أسس تربوية فإن هذه هي مقدمه هامة للتغلب على الصعوبة وكسر حاجز الخجل ولو بصورة جزئية.
من الضروري التأكيد على أن ممارسة طالبك للاستمتاع الجنسي الذاتي ناتجة عن حاجة غريزية لشاب مراهق، تماما كباقي المراهقين بجيله، وهي وسيله طبيعية للحصول على المتعة الجنسية الذاتية. في بعض الأحيان قد تكون وسيله للتخلص من المشاعر المختلفه التي تصعب على المراهق مع تحديات خاصه ان يتعامل معها مثل خيبة الامل أو الخوف من الفشل. ليس هناك ضرر صحي أو نفسي من ممارستها بشرط ان لا تصبح الهدف الرئيسي في حياة المراهق وأن لا تشكل عائقا أمام إنجاز باقي مهامه وممارسة متطلبات حياته اليوميه.
باعتقادنا مشكلة طالبك هي عدم فهمه وتذويته للحدود وخصوصا فيما يتعلق بالتمييز بين الخاص والعام. هنالك حاجه لان يتعلم كيف يميز بين السلوك أو التصرف "المقبول" ضمن الحيز العام، وبين السلوكيات والتصرفات المقبولة ضمن الحيز الخاص، وان يفهم ان الاستمتاع الذاتي هو موضوع خاص جدا ويمارس فقط في الحيز الخاص. من المهم التعامل معه بلطف وتروي وصبر وتقبل واحتضان وعدم توبيخه او توجيه اللوم له. المطلوب هو الحوار معه بأسلوب بسيط وتقديم إرشادات واضحة وصريحة، مع الحرص على الثبات في التعامل مع الموقف في حال تكرر والتأكيد من جديد بكل مرة على مبدأ الخصوصية والحفاظ على الجسد. من المهم جدا معرفة مستوى إدراك وفهم هذا الشاب للتأكد من مدى ملاءمة الأدوات التربوية واللغة التي نستخدمها في التعامل معه حول هذا الموضوع، إذ من الممكن الاستعانه بوسائل ايضاح متعددة مثل الرسومات والتدريب الفعلي والمتكرر لتجريب السلوك "المقبول". من المهم أيضا إشراك الأهل بخطتك التربوية ليكونوا هم أيضا شركاء في عملية التوجيه والإرشاد لابنهم وذلك لضمان الثبات في أسلوب التعامل مع سلوكه المتكرر.
فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك حول عدم وجود برنامج للتربية الجنسية لذوي التحديات الخاصة فإننا مثلك نؤمن بضرورة خلق برامج تربوية متخصصة تشمل الطاقم التربوي والأهالي كوحدة تربوية متكاملة، ولكننا أيضا نتفهم الأسباب وراء نقصها وعدم توفرها. فهناك العديد من المعتقدات الخاطئة التي يحملها المجتمع والمتعلقة بجنسانية الأشخاص ذوي التحديات الخاصة وهي متناقضة تماما. فمن جهة يتعامل الناس مع هذه الفئة وكأنها "لا جنسانية"، بمعنى أنها شريحة بدون احتياجات ومشاعر جنسيه وبالتالي لا حاجه لتثقيفهم جنسيا، بينما من جهة أخرى يتعامل المجتمع مع هذه الشريحة وكأنها ذات سلوكيات جنسيه غرائزيه غير قابله للسيطره والتهذيب. نحن نقول بأن ذوي التحديات الخاصة هم كسائر البشر جنسانيين بطبيعتهم وبسلوكهم وبالتالي بحاجتهم إلى برامج وإلى آليات وأدوات عمل تربوية خاصه لتمكين المربين والأهالي من التعامل معهم.
نحاول في منتدى الجنسانية ومنذ بضع سنوات تطوير برنامج خاص لتدريب الكادرالتربوي والمهني في اطرالتربية الخاصة وتاهيلهم للتعامل مع المواضيع الجنسانيه مع طلابهم ذوي التحديات، بما في ذلك الاهل، وقد نجحنا بالتواصل مع عدة مدارس كانت معنية بتعزيز القدرات المهنية لدى المربين وتطوير برنامج في التربية الجنسية داخل المدرسة.
نتمنى أن نكون قد أجبنا على سؤالك ونتمنى لك النجاح،
بداية نشكرك على توجهك وعلى ثقتك بنا
من الطبيعي ان تنشغل اختك ابنة العشرين بموضوع العلاقات مع الجنس الاخر اسوة ببنات جيلها، فهي مثلهن إنسانة ناضجة جسديا ولديها احتياجات عاطفية وجنسية غريزية. فالانجذاب الجنسي والحاجة إلى أن "نُحِب" وأن "نُحَب" هي جزء لا يتجزأ من تكوينتنا الإنسانية الأساسية، علما أن هذه الحاجة متفاوتة بين الناس والتعبير عنها متأثر إلى حد كبير بالسياق الاجتماعي الذي يعيش به الفرد.
لا شك بأن أختك تتأثر بما يدور من حولها من علاقات حميمية وارتباطات وزواج، ليس من خلال وسائل الاعلام فحسب، بل بالرسائل المتكررة والمتواصلة التي يبثها الناس في تعاملهم مع "الصبايا" و"الشباب" والتي نذوتها منذ الصغر. مقولات مثل "انشالله نفرح فيكي" أو "هيك صرتي عروس" أو "صار لازم نجوزك" ... الخ من مقولات نسمعها مرارا ونتعلم كيف نتعامل معها من خلال خبراتنا بدوائر اجتماعية وفكرية متعددة.
الفرق هو أنه في حالة ذوي التحديات العقلية هناك فجوة بين النضوج الجسدي – والذي هو بشكل عام متماثل للأشخاص بدون إعاقة – وبين النضوج العقلي والقدرة على "تهذيب" الغرائز والتعامل معها ضمن إطار الأنماط الاجتماعية "المقبولة". عدم القدرة هذه تؤثر في كثير من الأحيان على الأهل وتعزز مشاعر الشفقة لديهم على ابنهم او ابنتهم وبالتالي وبدون قصد يصادرون أحيانا حق ابنهم\تهم في اتخاذ القرار وفي التعبير عن احتياجاتهم واستحقاقاتهم. بدوافع الحب والحرص ولى حد ما الشفقة، يلعب الأهل – وبدون قصد – دورا كبيرا في تعزيز الأنماط والسلوكيات التي ذكرناها أعلاه.
قد يكون هذا هو السبب وراء قرارك بشراء الهدية وتقديمها لاختك باسم المعجب السري، ولا شك بانك فعلت ذلك بدافع المحبة والاهتمام والحرص على مشاعرها ورفع معنوياتها، إلا أننا نعتقد بأن تصرف كهذا قد يخلق توقعات وامال "خيالية" بعيدة عن الواقع لدى اختك، قد تكون لها اسقاطات سلبيةعليها وربما خيبة أمل كبيرة فيما بعد .
ننصحك ان تبادري انت او احد افراد العائلة القريبين منها الى جلسة حميمية للتحاور مع اختك بشكل صادق وصريح وشفاف حول موضوع العلاقات وحول شرعية مشاعر الحب والانجذاب والحاجة إلى الدفئ العاطفي. بأسلوب بسيط يأخذ بعين الاعتبار مستواها العقلي وقدرتها على الاستيعاب، من الضروري التطرق إلى الصعوبات التي قد تواجهها بموضوع العلاقات مع الجنس الاخر، بما في ذلك "ظلم" المجتمع عموما في التعامل مع الآخر المختلف. من الضروري منحها مساحة للتعبير عن مشاعرها وعن صعوباتها في التعامل مع هذه المشاعر.
وأخيرا، من المهم أيضا وبذات القدر، أن تعبروا أنتم\ن عن حبكم واهتمامكم بها، إذ أن هذا التأكيد على الحب والحرص من قبلكم تجاهها مهم جدا ويخلق أجواء من الثقة والصدق في المعاملة ويسهم في تعزيز قدراتها على تقبل وفهم الرسائل التي تحاولون إرسالها إليها.
نتفهم مدى حبك لهذا الطفل ومدى وعطفك عليه، فهو كباقي الأطفال من ذوي التحديات الخاصة، بحاجة فعلا الى قدر كبير من العطف والمحبة, الشعور بالطمأنينة والأمان, , الدفئ والحميمية في التعامل، خصوصا لانهم يفتقدونه من اقرب الناس اليهم ولذلك يبحثون عن هذا الحب والدفء والعطف لدى الطاقم الذي يعمل معهم.
لكن في مرحلة عمرية لاحقة ، وخصوصا بجيل المراهقه، يبدأ التطور والنمو لديهم تماما كما لدى الأطفال العاديين الآخرين، فيشعرون مثلهم بالحاجة الى العلاقه الحميميه والاهتمام الخاص. إلا أن المحيطين بهم من مربين وأهل كثيرا ما ينكرون عليهم هذه التغيرات والاحتياجات، فلا يعيرونهم اهتماما ولا يتعاطون معهم على أنهم كائنات "جنسانية" كغيرهم من البشر.قد يدفع هذا الإنكار "لجنسانية" الأطفال ذوي التحديات الخاصة، بعض العاملين معهم بالتعبير لهم عن حبهم من خلال العناق واللمس الدافئ وكأنهم أطفالا صغارا لا مشاعر جنسية لهم. لكن الأمر قد يلتبس على هؤلاء الأطفال وقد يعبرون عن أشكال ما من الإثارة الجنسية بسبب هذا التعامل الخاص معهم من قبل المربين والعاملين معهم، مما يدفع المربين إلى الابتعاد عنهم أو النفور منهم. . كثيرا ما ينعكس هذا النفور والبعد سلبيا على الأطفال، وقد يدفعهم إلى الاكتئاب أو العصبيه المفرطة او اللجوء إلى وسائل أخرى لها تداعيات سلبية على صحتهم الجسدية والنفسية.
لذلك من المحبذ أن يتم التعامل مع الأطفال المراهقين من ذوي التحديات الخاصة بأسلوب مشابه لذلك الذي نستخدمه في تعاملنا مع المراهقين الآخرين، حيث تكون الحدود واضحة لا لمس فيها ولا تتعدى الكلمات ولمسات اليد الدافئة والمشجعة التي تكفل شعورهم بالأمان والطمأنينة.
أن موضوع التربية الجنسية لايقل أهمية عن باقي المواضيع التي تُدَرَّس في المدارس عموما، إذ أن الموضوع يعتبر كأحد أهم ركائز التأهيل للحياة اليوميه، خصوصا للطلبة ذوي التحديات الخاصة. لكن في الواقع، ونظرا لحساسية الموضوع وغيابه عن الحوار العلني من جهة، وغياب الأدوات التربوية والتدريب المهني المنسجم مع سياقنا الحضاري والاجتماعي، تواجه الغالبية من المربين والمربيات والأهالي صعوبة بالغة في فتح الحوار عن هذا الموضوع مع الطلبة ذوي التحديات الخاصة، وبالتالي يحرم الطلبة من فرصة التعرف على أجسامهم وخصوصيتها وفهم العلاقات مع الآخرين والحدود التي من الواجب وضعها، ولذلك يبقون عرضة للايذاء الجنسي والنفسي وهو ما تؤكده معظم الأبحاث العلمية والتقارير والرسمية.
نعيش حاليا بعصر الانترنيت والإعلام المفتوح ولا يخفى على أحد مدى تأثير هذا العالم (ايجابا وسلبا) على أطفالنا. لا نريد لهذا العالم التقني أن يصادر دورنا التربوي وبالتالي من الضروري خلق برنامج تربوي تأهيلي يلائم هذه المجموعة من الطلبة، خاصة لأنهم الأكثر حاجة إلى الدعم والمساعده والإرشاد الجنساني. كونهم طلابا مع مستوى ما من التحدي (بسيط، أو متوسط، أو صعب) يتطلب تصميم برنامج تربوي خاص يتلاءم وجيلهم، مستواهم الذهني،ونوع التحدي، بحيث يشمل البرنامج موضوع المبنى الجسدي وأعضاء الجسم المخالفة، النظافة الشخصية، التطورات الجسدية، النفسية والسلوكية، وموضوع الحدود أو "المقبول" و"غير المقبول" في السلوكيات الفردية والعلنية. بالطبع، لا بد وأن نتذكر دائما دور الأهل في هذا المسار، فهم يشكلون بلا شك الشريك الأهم والمكمل للعملية التربوية للأبناء وبدونهم لا يمكن للعملية التربوية أن تكتمل.
حضرة الام الحاضنه بداية نشكرك على توجهك و ثقتك بنا وعلى دورك كام حاضنه لشاب مع تحدّيات خاصّة وهو دور ليس بالسهل وليس مفهوم ضمنا
نحن ندرك الصعوبه التي من الممكن ان يواجهها شاب مع اعاقه في تأدية مهامه الشخصيه/ الخصوصيه وحاجته للمساعده وخصوصا اذا كان يعاني من الشلل ايضا . مع ذلك نحن نؤمن بقدرات الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصه ونؤمن بحقهم بالاستقلاليه والخصوصيه وواجبنا ان نساعدهم في استكشاف قدراتهم الشخصيه وتشجيعهم وتدريبهم على تعزيز هذه القدرات والمهارات.
في جيل المراهقه المواضيع الجنسانيه ومن ضمنها موضوع خصوصية الجسم والاعضاء الجنسيه تصبح مواضيع حساسه جدا لدى هذه الفئه العمريه ونحن كأهل ومهنيين علينا التعامل معها بحساسيه وعلينا احترام رغبتهم بالخصوصيه. بالمقابل نحن مطالبين بتدريبهم وتاهيلهم للاهتمام بنفسهم واحتياجاتهم بجيل مبكر.
ننصحك بتشجيع ابنك ودعم محاولاته في التجريب والتكرار حتى الوصول إلى الاستقلالية – ربما الجزئية - في الحمام، وقد يتطلب هذا الكثير من المثابرة والجهد والصبر والتكرار
من جهة أخرى، نرى أنه من المفضل أن يقوم زوجك او ابنك – في حال تواجدهما – بهذا الدور المساعد والداعم وان اضطررت لمساعدته بنفسك، فمن الضروري ان تطلبي اذنه وموافقته وان تشرحي له بالتفصيل ما الذي تنوين عمله وأن ترشديه بأبسط التوجيهات ليقوم هو بتنظيف جسمه، لا سيما المناطق الحساسة منها. كما أنه من المهم ان توضحي له الفرق ما بين الاماكن الخاصه في البيت ( الحمام وغرفة النوم) والاماكن العامه (غرفة الجلوس والمطبخ) والفرق بين السلوكيات أو التصرفات الشخصية المقبولة في الأماكن الخاصة بينما هي غير مقبولة في أماكن عامة.
نؤمن بأن الأسلوب التربوي الناجع هو ذلك الذي يتيح "للمتعلم" فرصا للتجريب وتكرار المحاولات وأيضا ذلك الذي يمنحه الثقة بالنفس وبالثبات وبالدعم المعنوي الحقيقي.
بهذه الطريقه ستضمنين بأن ابنك قد تعلم كيف يفرق بين الخاص والعام وأنه قادر على الحفاظ على خصوصيته وخصوصية الاخرين. والاهم من ذلك ان خبرته المكتسبة هذه ستسهم حتما في تعزيز شعوره بالمساواة في الحقوق والواجبات مع باقي افراد الاسره.
بداية نشكرك على توجهك وعلى تقتك بنا.
نتفهم الصعوبة التي تواجهيها في تعاملك مع التغيرات الجسدية " البارزة لدى ابنتك ونتفهم قلقك من عدم التناسق في حجم وشكل الثديين لديها. لم تذكر بالسؤال قضية الاحراج المجتمعي وبالتالي من الأفضل عدم افتراضها في جوابنا إليها.
كما هو معروف فإن بعض التحدّيات الخاصّة العقلية تؤثر بشكل مباشر على النمو الجسدي للطفل وقد تتسبب بعض الاعاقات في تأخر نمو أعضاء معينة أو قد تمنع تطور هذه الاعضاء تماما.
فيما يتعلق بقضية الهرمونات والوزن الزائد والقصر وعدم التناسق في حجم وشكل الثديين لدى ابنتك، ننصحك بالتوجه إلى الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود أسباب طبية أخرى قد تؤثر على جوانب أخرى من صحة ابنتك عموما.
أما بالنسبة للصعوبة التي تواجهيها في تعاملك مع ابنتك فنحن ندرك كم هو صعب على ذوي التحديات الخاصة أن يتفهموا ويتقبلوا الارشادات التي يتلقونها من الأهل او من أي معالج آخر. إن العمل مع هذه الشريحه الخاصة من المجتمع يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة وعدم اليأس وتكرار الارشادات والتوجيهات لتمكين الطفل من تذويت المفاهيم والسلوكيات. لا شك أن هذا يتطلب منا الكثير من الطاقات والجهود والنفس الطويل والوقت.
على جميع الأحوال، ننصحك بالتوجه لتلقي الدعم المهني والمعنوي من خلال توصيات وإرشادات من قبل مختصين كمستشارة المدرسة او العامله الاجتماعيه او حتى من خلال التواصل مع بعض الأهالي الآخرين لأولاد مع إعاقة مشابهة لإعاقة ابنتك.
نتمنى لك ولابنتك الخير دائما
المتوجهة العزيزة نشكر توجهك,
الرد:
طلب أبنتك بالحق في الزواج والرغبة في الإنجاب انه أمر طبيعي للغاية, نابع من مجموعة أحاسيس ومشاعر "شرعية" تشعر بها بالإضافة إلى كونها ترى الكثير من الصبايا والشباب من حولها يتزوجون مما قد يشعرها أيضا بالغيرة وحب التقليد, فتبدأ بالتخيلات والتأملات بالزواج والزوج وبناء العائلة والأولاد.
بالنسبة للوعود, او كما اطلقت عليها اسم " الوعود الكاذبة " فهي فعلا غير صادقة, لكنها في الوقت ذاته صادقة ومنتظرة بالنسبة لابنتك. انتم تقومون بذلك بهدف التهدئة والكف عن البكاء الشديد والصراخ, وربما ايضا المزاح, ولا تدركون إسقاطاتها على أبنتكم فيما بعد.
من المهم جدا أن تطلبي من الاشخاص المقربين والعائلة, الذين يبثون ويتحدثون عن موضوع الزواج, بأن يكفوا عن ذلك كي لا تخلق توقعات وامال غير "حقيقية" عند أبنتك.
ننصحك بالتعامل مع ابنتك بشكل صادق وصريح وخلق حوار بموضوع الزواج. ممكن ان تبادري بجلسة حميمية معها, تشاركيها وبشكل صريح وشفاف عن المسؤوليات والصعوبات التي قد تواجهها وعدم القدرة على التعامل مع ذلك, تعبيرك عن مشاعر المحبة والاهتمام والرعاية لابنتك مهمة جدا وتخلق أجواء من الثقة والصدق في المعاملة والمعلومات.
يمكنك الدخول لزاوية التحديات الخاصة وقراءة المزيد حول الموضوع
ان النمو العاطفي والنفسي والجنسي لدى الأشخاص ذوي التحديات الخاصة مشابها تماما للأشخاص الذين هم بدون تحديات, لديهم احتياجاتهم الشعورية والجنسية العادية كأي شخص بدون أي تحدي, وبغض النظر عن درجة هذا التحدي او الإعاقة.
عادة, تكون لديهم القدرة من الناحية البيولوجية على ممارسة الجنس وإقامة علاقات جنسية وأيضا لديهم القدرة على تطوير علاقات اجتماعية, تطوير مشاعر كالحب ,الحميمية, الاحترام والخصوصية. طبعا هذا يتعلق بمستوى مرافقتهم وتمكينهم من هذه الممارسات وإتباعها في حياتهم اليومية.
بالنسبة لموضوع الرغبة في الزواج وبناء اسرة, باعتقادنا الأمر يتعلق بمستوى التحدي لدى هذا الشخص بالإضافة الى تقييم الأهل أو المسئولون عنه مدى قدرته على تحمل المسؤوليات والواجبات المترتبة والمتعلقة بالزواج بشكل عام والشراكة بشكل خاص (مثلا قدرته على فهم العلاقات الزوجية وغيرها).هنالك اشخاص يتزوجون وينجبون الأطفال, ولكنهم بحاجه لمرافقة مستمرة من قبل العائلة او من قبل مؤسسات مهنية مختصة, المرافقة تتضمن العديد من الجوانب كإدارة شؤونهم العائلية والمالية وكذلك بحاجة إلى الدعم والمساهمة في تربية الأطفال في حال أنجبوا الأطفال. وهنالك اشخاص ليسوا بحاجة لمثل هذه المرافقة حيث يكون التحدي الذي يعانون منه بسيطا يمكنهم من إدارة حياتهم بشكل جيد.
نتفهم تخوفك وقلقك على ابنتك وخصوصا في هذه المرحلة من حياتها، إذ أن التغييرات الجسدية والنفسية الخاصة بمرحلة المراهقة وبروز المظاهر الجنسانية الواضحة بما فيها العادة الشهرية، تثير القلق وعدم الارتياح لدى الأهالي عموما، فكم بالحري لدى أهالي ذوي التحديات الخاصة. توجهك بمثابة دليل رائع لاهتمامك بضرورة تحضير ابنتك قبيل مرحلة المراهقة.
العادة الشهرية جزء لا يتجزأ من مرحلة البلوغ لكل فتاة ومؤشر على بدء عمل الجهاز التناسلي وعلى نمو وتطوّر الأنثى من طفلة إلى فتاة. لمساعدة ابنتك على تفهم وتخطي هذه المرحلة من المهم جدا الحديث معها وتهيئتها بأسلوب مريح وعملي- ملموس يتناسب مع قدراتها العقلية وهذه فرصة مناسبة لتحضيرها لمرحلة البلوغ عموما، بما فيها التغيرات الجسدية المرئية وغير المرئية.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم تعويدها على استخدام الفوط الصحية اليومية، وقد يحتاج الأمر إلى التكرار حتى تتقبل وتتعود عليها وتتعزز لديها المهارات للحفاظ على نظافتها الشخصية. خلال هذه الفترة، من المهم عرض الفوطة الخاصة بالعادة الشهرية ويمكن أن تستعملها حتى في الأيام العادية إلى أن تحل العادة الشهرية.
قد تفاجئين من رد الفعل الايجابي بتعلمها وتعاملها مع الموضوع مع أن الأمر قد يحتاج لوقت للتعود. كل هذه المراحل بحاجة إلى شرح وتكرار ومعرفة للتواصل مع الفتاة بالشكل الملائم.
بالنسبة لتساؤلاتك حول استعمال الأدوية والعقاقير، كما ذكرنا في البداية إن العادة الشهرية جزء لا يتجزأ من التطور والبلوغ وهذا شيء طبيعي. مع ذلك، هناك إمكانية لاستشارة الطبيب النسائي حول إمكانية استخدام دواءحبوب تحتوي على هرمون البروجسترون والتي تتسبب في عدم ظهور العادة الشهرية بدون عوارض جانبية لها خطورة على صحة ابنتك.
ونحن نعلم أن التحديات والصعوبات التي تقف أمامك كبيرة جدا ليس فقط على صعيد تطور ابنتك الجسماني وإنما في التعامل مع تطور وجنسانية ابنتك بشكل أوسع ليتضمن تعزيز صورتها الذاتية الايجابية وتعزيز الثقة لديها لتطوير كفاءاتها ومهاراتها الاجتماعية وتوفير الفرص لها لتتخطى هذه المرحلة بشكل سلس وسليم.
يمكنك الدخول لزاوية التحديات الخاصة وقراءة المزيد حول الموضوع
برمجة و تطوير :: انتيتيز تكنولوجيز