كيف للأم أن تخبر بنتها عن غشاء البكارة وتعليمها كيفية الحفاظ عليه وفي أي سن تضمنها مثل تلك المعلومات؟ (28 عاما)

2015-05-15
كيف للأم أن تخبر بنتها عن غشاء البكارة وتعليمها كيفية الحفاظ عليه وفي أي سن تضمنها مثل تلك المعلومات؟ (28 عاما)

إن مسؤوليتنا كأهل ومربين أساسيين لأولادنا تحتم علينا أن نتحدث معهم ونتحاور على كافة المواضيع المتعلقة بأجسادهم ومشاعرهم وذلك لحمايتهم من التعرض للايذاء بكافة أشكاله. عندما يتعلق الأمر بالقضايا والسلوكيات الجنسانية، نجد أنفسنا غير جاهزين لهذا النوع من الحوار ويطغى علينا القلق والخوف، الذي كثيرا ما يختزل التربية الجنسانية إلى مجرد الخوف على غشاء البكارة لدى الأنثى. هذا الاختزال أحيانا يجعل نوعية الخطاب مع الأطفال، وخصوصا الإناث، خطابا تلقينيا يأخذ طابع النصائح والتخويف بدل الاحتواء والإرشاد وفسح المجال أمام التساؤلات المشروعة للأطفال وإعطائهم شرعية لمشاعرهم ومقلقاتهم.
ومن هنا، وعودة إلى سؤالك المباشر، نقول بأن التوعية حول "الغشاء" أو "العذرية" يجب ألا تؤخذ خارج سياق التربية الجنساينة الشمولية. من الضروري التطرق لكافة لقضايا المتعلقة بالتسميات الصحيحة للأعضاء الجنسية، التغيرات التي تحدث في جسم الأنثى والذكر خلال مراحل البلوغ المختلفة، طبيعة العلاقات بين الناس عموما وبين الذكور والإناث على وجه التحديد، أهمية الحماية الجسدية وضرورة التبليغ عن أي حادث بسيط قد يتعرض له الأطفال ويشعرهم بعدم الراحة، ...... والخ من القضايا المهمة في حياة الطفل وخصوصا خلال مرحلة المراهقة.
هذا النوع من الحوار هو الكفيل بخلق علاقة حميمية مع ابنتك، تُشعرها بأنك تحترمين عقلها ومشاعرها، وبالتالي تشكل أرضية خصبة لوضع الحدود وايصال القيم والمفاهيم الخاصة بأسرتك، لتصل بسلاسة إلى ابنتك وبدون تخويف أو إسقاط من أي نوع عليها.
قد يسبب هذا النوع من الحوار شعورا بالحرج أو الخجل لديك، ولذا فمن المهم أن تعرفي بأنه ليس من العيب أن نُشرك أولادنا بمشاعرنا المُحرجة أو حتى بتجربتنا عندما كنا في عمرهم ومدى تأثرنا بأهلنا أو حتى غضبنا عليهم لأنهم لم يخبرونا بالحقيقة ولم يشكلوا مصدرا موثوقا للمعلومات. هذا "الاعتراف" أمامهم يقربنا منهم، لأنه سيخفف من حجم "الهالة" السلطوية لنا كأهل ويعزز من رؤيتهم لنا كأشخاص "يفهمون علينا" لأنهم مروا بتجربتنا بكل ما فيها من صعوبات ومطبات.
لمعلومات إضافية حول الجنسانية في مرحله الطفولة اضغطي هنا