
المتوجهة العزيزة شكرا لتوجهك الينا واليك الرد على سؤالك
تحية طيبةrnابني عمره اثني عشر عاما ، كان قضيبه منتصبا فجاء يسألني عن سبب انتصابه، صمت ولم أدر بماذا أجيبه ، أرجو منكم ألمساعده!!!
المتوجه العزيزة،
من الواضح أن ابنك في أوج مرحلة المراهقة وهي المرحلة التي تصل بها نسب الهرمونات الجنسية إلى أوجها وبالتالي يصبح الشاب أو الفتاة مستثارون جنسيا ويتفاعلون بسرعة مع أي اثارة قد يتعرضون إليها.
بالعادة، لا ينكشف الفتيان بسلوكياتهم الجنسية على أهلهم، وما حصل لابنك مثيرا للاهتمام بعض الشيء ويستحق وقفة للاستفسار عن المحفز لهذا السلوك.
الانتصاب اللا-إرادي بجيل المراهقة هو حالة طبيعية جدا، قد تحدث على إثر التعرض للبرد أو لمس القضيب أو محفزات جنسية أخرى (أفلام، أفكار أو قراءات جنسية ....الخ). أما الأمر غير المعتاد فهو أن يلجأ فتى بعمر 12 عام إلى أمه ليريها أو ليسألها عن الانتصاب.
ننصحك بتفسير الحالة وربطها مع المرحلة العمرية التي يمر بها وبتأثير الهرمونات الذكرية والجنسية والتي تؤثر على باقي أعضاء الجسم. من الضروري أن نركز على أهمية الخصوصية في التعامل مع الجسد وحمايته، كما التأكيد على ضرورة احترام خصوصية أجساد الآخرين وعدم التعرض لها.
حاولي استغلال هذه الفرصة لفتح الباب لحوار حميمي ودائم معه وذلك من خلال منح الشرعية للتساؤلات وللتعبير عن المشاعر والاحتياجات. هذا سيقرب بينكما ويجعل العلاقة بينكما وطيدة ومنفتحة، مما سيسهم حتما في تخطي هذه المرحلة بأمان.
مع تمنياتنا لك بالنجاح
من الواضح أن سلوك الطفلة الأخرى لا ينسجم مع عمرها، وبهذه الحالات لا نستبعد إمكانية تعرضها للايذاء أو الاستغلال الجنسي، أو في أحسن الأحوال قد تكون قد تعرضت لمضامين جنسانية إباحية كالأفلام والصور، مع أن هذا الاحتمال لا ينسجم مع ما تقوله لابنتك "ممنوع نحكي لحدا عن هاي اللعبة" والتهديد بعدم اللعب معها لو أخبرت عما يحدث.
في كثير من الحالات يحاول الأطفال المُعنَفون أن يوصلوا مشاعرهم من خلال ممارسات غير مقبولة وذلك لاستفزازنا نحن الكبار من أجل التحرك لنجدتهم. من الضروري جدا التحقق من سلامة الطفلة الأخرى مع الحذر في التعامل مع القضية لأن المعتدي قد يكون أحد أفراد أسرتها. ننصح بالتوجه إلى المرشدة التربوية (المستشارة) في المدرسة أو العاملة الاجتماعية لمتابعة هذا الموضوع.
فيما يتعلق بابنتك، فهذه فرصة للتحدث معها عن الجسد وحدوده، عن الأعضاء الجنسية ووظيفتها وخصوصيتها، عن الثقة بالنفس واتخاذ القرار المستقل وعدم الانصياع لرغبات وسلوكيات الآخرين.
لا تنسي أن تشيدي بقرارها اللجوء إليك وإخبارك بالأمر، وتذكري أن ردود فعلك هي رسالة لابنتك وبالتالي من الضروري الحفاظ على التوازن والهدوء والتقبل لأن الغضب والرفض والعصبية ستجعل ابنتك تتردد مستقبلا قبل اشراكك بما يدور داخل عالمها.
نتمنى لك النجاح
من الواضح من السؤال بأن هذا الموضوع يقلقك ويسبب لك عدم الراحة والانزعاج، لدرجة الغضب، بدليل أنك قمت بضربه بعد "فشل" المحادثات المتكررة معه. كنا نتمنى لو أنك أسهبت أكثر لتفسري لنا ما الذي يقلقك بالضبط وما الذي يخيفك بتصرف ابنك. سنحاول أن نشرح سلوك طفلك معتمدين على أسئلة سابقة جاءت من بعض الأهالي بهذا الصدد. ينهمك الأطفال بالعادة بمراقبة الاختلافات بين الجنسين، وليس فقط المبنى الجسمي والأعضاء الجنسية، بل أيضا إلى السلوك والدور الاجتماعي، ويشمل ذلك اللباس وطريقة الجلوس والكلام والتصرف ......الخ من الاختلافات. كثيرا ما يكون عالم "الجنس الآخر" شيقا بالنسبة للطفل. فقد نجد طفلة تحمل فرشاة الحلاقة الخاصة بوالدها، أو أن تضع كرة قماش بين رجليها ليصبح لديها "قضيب" وتختبر بذلك فكرة أن لديها عضوا ذكريا، بالإضافة إلى أشكال أخرى من أنماط السلوك التي تنطوي على حب استطلاع والاهتمام بالجنس الآخر، قد تصل إلى درجة تعريف الأطفال لأنفسهم على أنهم الجنس الآخر. ذات الشيء يحدث لدى الأطفال الذكور، حيث يكون عالم "الإناث" بالنسبة إليهم عالما مثيرا، فأدوات الزينة والإكسسوارات المزركشة والملابس الداخلية للنساء مختلفة عما للرجال، وهي مثيرة بألوانها وتصميمها ونعومة القماش المصنوع منها، وما يفعله ابنك، ما هو إلا استكشافا لهذا العالم المثير. نتفهم صعوبة تقبلك للموضوع، خصوصا في ظل المعتقد المغلوط والسائد حول التشكيك في الهوية الحقيقية للطفل في حال انهمك في عالم الجنس الآخر.
والحقيقة هي أن لا علاقة للموضوعين ببعضهما البعض لأن جميع هذه السلوكيات تنتمي لمرحلة الطفولة المبكرة ولا تعتبر كمؤشرا لحقيقة هوية الطفل. إن ردود فعلك لسلوكياته ستلعب دورا محوريا في بلورة رؤيته لجنسانيته وتعامله مع أحاسيسه وإدراكه للعلاقات مع الآخرين. بالطبع هناك تفاوتا واختلافا في طبيعة ووتيرة وحدة ونوعية حب الاستطلاع من طفل لآخر، وبالتالي لا مجال للمقارنة مع أطفال آخرين، بما فيهم الإخوة والأخوات في ذات الأسرة. نقترح عليك أن تحاولي فتح الموضوع معه بصورة دافئة بدون إشعاره بالتهديد، وأن تمنحيه الشرعية ليعبر عن مشاعره، ولا بأس في الاعتذار عن الضرب، ولا ضرر في تركه لاشباع حب استطلاعه واستكشافه لأن هذه مجرد محطة في حياة تطور الطفل، لا بد منها.
يهتم الأطفال بالعادة بألعاب وبأنشطة الجنس الآخر، بل أكثر من ذلك، في العديد من الحالات قد يُعَرِّف الأطفال أنفسهم على أنهم الجنس الآخر تماهيا مع إعجابهم بعالم الجنس الآخر. إذ قد يقول الطفل الذكر "أنا بنت" ويرتدي ملابس البنات ويضع حلى وإكسسوارات خاصة بالبنات، وقد تُصر البنت على تعريف نفسها بأنها "ولد" فتهتم بألعاب الذكور وتُفضّل صحبتهم على مصاحبة البنات من جيلها.
كل ذلك طبيعي جدا لأن الطفل - وكما تشير الأبحاث -ومن خلال مراقبته للأدوار الاجتماعية للذكور وللإناث (ما يعرف بالأدوار الجندرية)، يتولد لديه شعورا ما من عدم "العدالة" أو الغيرة من الجنس الآخر، فمثلا قد يشعر الولد الذكر بأن "البنات يلبسن بنطلون وأيضا فساتين ويضعن الأقراط و....." بينما هو لا يملك هذا الحق. أما البنات فينظرن إلى عالم الذكور على أنه "حر، قوي، غني بالحركة الجسدية التي تتطلب قوة وبراعة وتحدي..." وهو بالشيء غير المسموح به في عالمهن.
الاهتمام بالألعاب المخصصة للجنس الآخر - وفق ما هو "مقبول" اجتماعيا - يستمر حتى فترة المراهقة، حيث تبدأ الأنماط السلوكية للنوعين، للذكور والإناث، تتجذر، متأثرة بالعلاقات السائدة داخل المدرسة وفي الأطر الاجتماعية الأخرى خارجها. بحيث يتبنى غالبية الأطفال من الجنسين "ما هو مقبول" اجتماعيا، وبالتالي ينحسر الاهتمام "بتقاليد" الجنس الآخر ويبدأ كل منهم ببلورة الهوية الجنسية بما فيها الدور الاجتماعي الخاص بهذا الجنس أو ذاك.
فقط الأطفال الذين يصرون على كونهم "الجنس الآخر" بعد مرحلة البلوغ، هم من سيحتاجون إلى مرافقة علاجية لاحقا، للتأكد من هويتهم الجنسية، وقد يكونوا فعلا "متحولي الجنس" بمعنى أنهم متأكدون بأنهم الجنس الآخر "المسجون" بجسد مغاير، وحينها سيبدأون بمسار طويل من عمليات التحول للجنس الآخر.
عودة إلى سؤالك والذي نستشف من خلاله بأن هوية ابنتك الجنسية الجندرية واضحة بالنسبة إليها بدليل أنها تتصرف "كأنثى" (بالمعنى التقليدي السائد مجتمعيا) وخصوصا في المناسبات الرسمية وغيرها. بالتالي، فإن اهتمامها وانخراطها بألعاب "الصبيان" يندرج ضمن حاجتها لتجريب أشكال متعددة من أنماط الأدوار الجندرية لكي تتمكن من بلورة رؤيتها الخاصة لما تريده لنفسها من دور.
ننصحك باحتوائها وتقبُّل اهتماماتها والحوار معها حول مشاعرها تجاه هذا "التحدي" بالسلوك والاهتمام. قربك - وبالطبع قرب والدها - منها سيعزز قدراتها على تشكيل رؤية واضحة لما تريد أن تكون، مما سيسهم فعلا في بناء شخصية قوية مستقلة لديها، وبالمقابل واثقة من دوركما التربوي الداعم كأهل لها.
نحن نتفهم القلق والتوتر الذي تشعرين به، لكن مهم ان تعلمي بأن ابنك كأي طفل أو مراهق (لا يعاني من تحدّ معين)، لديه غرائزة واحتياجاته الجنسية وهو بحاجة للتعبير عنها وتفريغها.
إن ردود فعلنا كأهل لسلوكيات أطفالنا ستلعب دورا محوريا في بلورة رؤيته لجنسانيته وتعامله مع أحاسيسه وإدراكه للعلاقات مع الآخرين.
نقترح عليك أن تحاولي فتح الموضوع معه بصورة دافئة بدون إشعاره بالتهديد، وأن تمنحيه الشرعية ليعبر عن مشاعره. عليك بإرشادة للدخول الى الحمام او مكان خاص كغرفة النوم في كل مرة يمارس بها الاستمتاع الذاتي. استمري في ارشاده وتوجيهه الى ان يذّوت هذا السلوك ويفهم ان لهذه الممارسة خصوصية ويجب عدم ممارستها أمام الآخرين. قد يتطلب هذا الأمر فترة زمنية ليست بقليلة، لذا عليك التريث والصبر ومشاركة زوجك بالموضوع ليكون شريك هو ايضا في التربية الجنسية والجنسانية لطفلك.
بشكل عام يبدأ الاطفال (ذكوراً واناثاً) بالسؤال حول اعضاءهم الجنسية بجيل سنتين ونصف، إما من خلال رؤيتهم لجسمهم او من خلال مشاهدتهم لاجسام الاخرين. ويعتبر هذا السلوك طبيعي جداً لدى الاطفال وهو جزء من مراحل النمو الجنسي العاطفي لديهم. وهنا يجب ان نؤكد بأن اعضاءنا الجنسية هي كباقي اعضاء الجسم (كاليد، الانف، الاذن الارجل....) وعلينا ان نعرّف الاطفال عليها بحسب اسماءها الصحيحة والعلمية وليس باسماءها المغلوطة او باسماء "الدلع" التي نعطيها احيانا لاعضاءنا الجنسية، بمعنى اخر، على الطفل او الطفلة ان يتعلموا كلمة "قضيب" او "فرج" او "مهبل" وان ينادوهم بأسمائهم الصحيحة وليس بأسماء اخرى. فالطفل في هذه المرحلة يبدأ بالتعرف على جسمه ويبدأ بالتمييز بين جسمة وجسم الجنس الاخر، وهو لا يتعامل مع الموضوع من منظور جنسي (كما نفعل نحن الكبار) انما من منطلق تعلمي وفضولي. من خلاله يكتشف جسده والعالم المحيط به.
في كثير من الاحيان يتوتر الاهل او يخجلون عندما يسألهم اطفالهم عن اعضاءهم الجنسية، والبعض منهم يقومون بتغيير الموضوع وعدم اجابة الطفل/ة على السؤال واحيانا يقومون بتوبيخهم، وهنا يشعر الطفل/ة بأن هنالك "خطأ" ما في اعضاءه الجنسية او بأن اعضاءهم الجنسية تثير الارتباك والتوتر عند الاهل. ان هذا النوع من ردود الفعل لدى الاهل قد يؤدي الى انشغال الطفل/ة اكثر باعضاءه/ا الجنسية، وفي مراحل عمرية اكبر، قد يبدأ الطفل/الشاب في البحث عن اجوبة لاسئلته الجنسية من مصادر اخرى (المجلات، التلفزيون، الافلام، الانترنت وغيرها...)، وعدم التوجه والاستعانه بالاهل وذلك نتيجة لردود فعلهم حول الموضوع.
يعتبر سؤالك من الاسئلة الشائعة لدى الوالدين، حيث ان الكثير من الاهل يتساءلون اذا كان من الصحي والطبيعي ان يقوموا بتغيير ملابسهم امام اطفالهم؟ او الى اي جيل يُسمح للطفل بأن يستحم مع اهله؟؟ وغيرها من الاسئلة المرتبطة بالتربية الجنسية للطفل.
ان ما تقومين به هو من الامور الطبيعية بل والمستحبة لتطوير علاقة الطفل مع امه وخصوصا وان مراحل النمو الجنسي لدى الطفل تمر بعدة مراحل، تبدأ من تعرف الطفل على اعضاء جسمه ومن بعدها يتعرف على الفروقات بين الذكر والانثى وحتى الوصول الى مرحلة التغييرات النفسية والهرمونية (ما نسميه بالمراهقة).
ان تغيير ملابسك امام طفل بعمر سنه ونصف لا يؤثر ابداً على نفسيته، حيث انه يتعامل مع جسدك على انه جزء منك ولا يرى الفرق بين اعضاءك الجنسية وغيرها من الاعضاء، وقد ينظر طفلك الى جسمك على انه غير مختلف عن الاشياء الاخرى التي يراها حوله من العاب، وأناس واماكن. ومن المهم ان اؤكد ان التفكير الجنسي هنا موجود عند الاهل فقط وابداً ليس لدى الطفل الصغير الذي ما زال يكتشف جسمة والبيئية المحيطة به.
بجيل اكبر (ثلاث او اربع سنوات) قد يبدأ طفلك بالاستفسار حول جسمك واعضائه وحول اختلاف بجسمك عن جسمه، وهذه ايضاً احدى مراحل النمو الطبيعية التي يعشيها الطفل.
من الجدير ذكره هنا، ان موضوع تغيير الملابس امام الاطفال هو امر مرتبط ايضا بثقافة المجتمع الذي نعشيه، حيث ان هنالك الكثير من المجتمعات التي يقوم بها الاهل والابناء (كباراً وصغاراً) بتغيير ملابسهم امام بعضهم وهو امر عادي وطبيعي داخل الاسره، وهنالك مجتمعات اخرى التي لا تسمح بهذا السلوك وهو ايضاً امر طبيعي وعادي. وما يهم هنا هو ان نسمح لاطفالنا بالتعرف على جسدهم والتواصل معه وايضا ان يكون هنالك حوار دائم بين الاهل والاطفال حول هذه الامور.
برمجة و تطوير :: انتيتيز تكنولوجيز